المقبِل على الحج بجب أن يحرص على تقوية الروابط الأسرية، و بر الأهل، وصلة الأرحام ، مع الحرص على الذكر وتلاوة القرآن والاستغفار والأعمال الصالحة ونحن على أبواب موسم الحج ، تذكرت ما قرأته لعلماء الدين عن كيفية الاستعداد للحج، وشروط الفوز بالمغفرة بعد أداء هذه الفريضة ، وهى شروط قد يغفل عنها كثيرون للأسف. فالاستعداد لأداء فريضة الحج ، ليس استعداداً ماديًا وصحياً فقط ، بل استعدادًا روحياً ونفسياً يحمل تهذيباً ومجاهدة للنفس ، فالمقبل على الحج، يجب أن يجعل الدنيا خلف ظهره ، وأن يغتسل ويتطهر ويتوب عن كافة ذنوبه، وليست التوبة عن ذنوبه فى حق الله فقط ، بل والتطهر أيضا من أخطائه فى حق البشر . الحج عبادة عظيمة ، ثوابها عظيم وكما قال النبى -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». ولكن الفوز بهذه الجائزة العظيمة له شروط، فقبل أن تذهب لرب العباد لأداء الفريضة ، يجب أن تؤدى ما عليك للعباد. إن كان عليك دين بادر بسداده ، وإن كانت هناك حقوق معلقة سارع بردها ، إن كان هناك نصيب أو ميراث محجوب سلمه لصاحبه، وإن كانت بينك وبين أحد خصومة، فبادر بالصلح ، صل رحمك الذى قطعته. وبر أهلك الذين أهملتهم، ورد كافة المظالم لأصحابها، الحج عبادة عظيمة ، ثوابها عظيم ، الحج يغسل ذنوبك فى حق الله، إذا كنت صادق الندم والتوبة، وصادقاً فى الإقلاع عن هذه الذنوب، و حريصاً على الاستزادة من العبادات والطاعات، لكن الحج لن يغفر لك أخطاءك فى حق العباد ، لأن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء، أو الإبراء وطلب المسامحة. قبل الحج عليك أن تحصر ما عليك من حقوق للآخرين، مهما مضى عليها الوقت ، فالحقوق لا تسقط بالزمن ، وعليك أن تسعى لردها، أو ترد قيمتها إذا استهلكت أو فقدت، بل ويؤكد علماء الدين ، أن موت صاحب الحق لا يعفيك من الذنب، وعليك قبل الحج أن ترد الحقوق لورثته، وإذا لم تجدهم ، أو وجدت حرجا فى الرد ، فلتتصدق بها عنهم، فلابد من بذل كل ما تستطيع لإبراء ذمتك ، قبل أداء الفريضة. والمقبِل على الحج بجب أن يحرص على تقوية الروابط الأسرية، و بر الأهل، وصلة الأرحام ، مع الحرص على الذكر وتلاوة القرآن والاستغفار والأعمال الصالحة. الحج تجديد عهد ، وفرصة للاغتسال من كافة الذنوب فى حق العباد ورب العباد ، لمن أراد العودة طاهراً متطهراً ، أما من لم يكتب له الله الحج ، فقد شرع الله لعباده أعمالاً وقربات تعادل فى ثوابها الحج والعمرة لكل مسلم لم يستطع أداء فريضة الحج، ومن بين هذه الأعمال بر الوالدين ، وحضور مجالس العلم ، وقضاء حوائج الناس، لقول رسول الله : «من ذهب فى أمر لأخيه المسلم، فقُضيت حاجته، كُتبت له حجة وعمرة، وإن لم يُقضَ كُتبت له عمرة،» وتأكيدا لهذا المعنى قال دكتور شوقى علام مفتى مصر السابق ، إن حج الفرض يكفى ، وأن الإنفاق والدفع فى مصالح الناس وإعانة الفقراء أَولى من الحج النافلة والعمرة النافلة، فالمنفعة الأعم ، أولى من المنفعة القاصرة على النفس. المقصد من الحج، إلى جانب أداء النسك ، هو تهذيب النفس، وصلاح القلب، ليعم الخير على الأمة كلها وليتقبل الله منا جميعا.