«لم يعبأ ترامب بحق الشعوب فى تقرير المصير، ولم يكترث بأكثر من 1000 قرار أممى تدعم حقوق الشعب الفلسطيني.. المهم لديه الصفقة العقارية، وكيفية تحقيقها» لم يجد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب شيئاً يقوله فى الاحتفال بمرور 100 يوم على بدء ولايته الجديدة، بولاية ميتشجان، سوى ادعاء نجاحه فى تحقيق ما لم يحققه أى رئيس سابق فى تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث نجح -كما يزعم- فى هزيمة التضخم، مستشهداً بانخفاض أسعار البيض والبنزين والرهن العقارى ! وتفرغ الرئيس طوال خطابه، للتريقة والسخرية من سلفه جو بايدن، ووجه ترامب جام غضبه إلى الرئيس السابق بايدن، قائلاً: «لقد خسرنا مليارات الدولارات يوميًا فى ظل جو بايدن النائم، أيهما أفضل، جو المتعجرف أم النعسان ؟! وتابع: «لقد أنهينا حرب اليسار الراديكالى على الطاقة الأمريكية، أوقفنا حملتهم الشرسة على الفحم... لدينا سياسة: اسمها احفر يا عزيزى احفر». وعن الرسوم الجمركية التى فرضها على عشرات الدول، قال ترامب، إن المسئولين «يأتون من الهند وفرنسا وإسبانيا، والصين أيضاً... إنهم يأتون من جميع أنحاء العالم لرؤية رئيسكم، ويريدون إبرام صفقة». أى رئيس هذا، الذى يحكم أقوى دولة فى العالم؟!، لقد تابعت خطابه كاملاً، وكنت انتقل من دهشة إلى دهشة أشد، فلم أرَ فيما عدده من إنجازات البيض والبنزين والرسوم الجمركية، سوى أكاذيب، وما اسمعه من تقريع وسخرية لسلفه جو بايدن، سوى فراغ فكرى، واضطراب نفسى.. أتعجب كيف لشخص بهذا التكوين يصل إلى كرسى الحكم فى أقوى دولة فى العالم. لقد نجح ترامب خلال ال 100 يوم الأولى من ولايته، فى نشر الفوضى فى أنحاء العالم، وأطلق سياسة جديدة من زمن شريعة الغاب، عمادها البلطجة والضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط. وما يحدث فى فلسطين خير دليل. فقد أعلن بلا خجل نيته الاستيلاء على قطاع غزة بعد تهجير أهلها، لتحويله إلى ريفيرا الشرق الأوسط. وكأن أرض غزة بلا صاحب، وليس لها شعب يكافح منذ أكثر من 75 عاماً لنيل استقلاله من احتلال صهيونى جائر، وقدم عشرات الآلاف من الشهداء أملاً فى نيل حريته، وإقامة دولة فلسطين المستقلة. لم يعبأ ترامب بحق الشعوب فى تقرير المصير، ولم يكترث بأكثر من 1000 قرار أممى تدعم حقوق الشعب الفلسطيني. المهم لديه الصفقة العقارية، وكيفية تحقيقها. أما البشر فلا يشكلون لديه أدنى اهتمام. لقد جاءت تصريحاته الصادمة للعالم أجمع، بشأن غزة، استكمالاً لتصريحات أخرى شبيهة، طالب فيها بضم كندا إلى بلاده، وضم جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك إلى الولاياتالمتحدة، واعتبر ذلك ضرورة للأمن القومى الأمريكى. وأطلق تهديدات لكل القوى الاقتصادية، خاصة الاتحاد الأوروبى والصين، للتوقف عن استغلال بلاده، ولا أدرى أى استغلال يقصد، والعلاقات بين الدول وأمريكا تحكمها اتفاقيات ثنائية، موقعة برضا الطرفين. وتنفيذاً لتهديداته، بدأ حرب الرسوم الجمركية، التى طالت مختلف دول العالم بنسب تبدأ ب 10% وحتى 145 % فيما يخص الصين، ليعرض الاقتصاديات الكبرى واقتصاد بلاده لهزات عنيفة، ويضرب الشركات الكبرى والصغرى فى مقتل، بعد إشاعة الضبابية، وفقدان الشركات القدرة على إعداد خططها المستقبلية وسط عالم من الضباب. مائة يوم من الفوضى، ولا يعلم أحد، ما يمكن أن تحمله، المئات الأخرى القادمة، من عهدة هذا الرئيس الذى ينسف كل أركان وقوانين وثوابت النظام العالمى، الذى استغرق بناؤه عقوداً. اللهم احفظ بلادنا من شطحات هذا الترامب. فين الأهلى الممتع المرعب ؟ الإثنين: لم أفاجأ بخروج الأهلى من الدور نصف النهائى، بدورى أبطال إفريقيا. فلم اقتنع بمستوى الفريق فى كل المسابقات المحلية والخارجية طوال عهد كولر. فلم أرَ الأهلى فريقاً ممتعاً مرعباً إلا فيما ندر. قد يتعجب البعض من كلامى، ويرد بأن المدرب السويسرى حقق مع الأهلى11 لقباً. وأرد جازماً أن الأهلى خسر أيضاً مع هذا المدرب 5 ألقاب، وها هو ذا يخرج من موسم كروى كامل صفر اليدين، إلا إذا حدثت معجزة، وتعثر بيراميدز فيما تبقى من مباريات الدورى، وهو أمر مستبعد تماماً، من وجهة نظرى. ما يهمنى هنا شكل الأهلى، الذى يمثل الكرة المصرية فى كأس العالم للأندية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. الفريق بوضعه الحالى، رغم التدعيمات، لا يبشر بالخير، فى ظل مجموعة قوية تضم بنفيكا البرتغالى وبالميراس البرازيلى وانترميامى الأمريكى الذى يضم النجم الأسطورى ميسى. والسؤال: لماذا؟، الإجابة ببساطة تكمن فى عدم وجود مدير فنى قادر على تطوير أداء اللاعبين، وتوظيفهم بشكل يحقق الأداء والنتيجة المطلوبة. لقد أحسنت إدارة الأهلى فى توجيه الشكر للسويسرى كولر، وأراها ملزمة بجلب مدير فنى أجنبى وطاقم من المساعدين، بأقصى سرعة حتى يستطيعوا تدريب اللاعبين على الخطط المناسبة للعب فى كأس العالم، بشكله الجديد القوى. ولتكن المباريات المتبقية فى الدورى بروفات للبطولة الأهم. فخسارة درع الدورى هذا العام، لن ينتقص من قيمة الأهلى الذى فاز بهذه البطولة 42 مرة. لكن الظهور المخيب فى كأس العالم للأندية، وعدم تجاوز دور المجموعات مثلاً، سيكون ضربة معنوية لملايين العشاق ولاسم الأهلى فى الداخل والخارج. اجعلوا المنافسة على المراكز الأولى فى البطولة العالمية هدفكم، فلن تقبل جماهير الأهلى أقل من ذلك. وإذا فشلتم فليرحل مجلس الإدارة، غير مأسوف عليه. راعوا ذكريات المستأجرين الثلاثاء : أتابع مناقشات مجلس النواب لمشروع تعديل قانون الإيجار القديم، ومن خلال التغطية الصحفية للمناقشات، ألاحظ أن هناك تركيزاً على الجانب المادى أو الاقتصادى للقضية، بمعنى أن التركيز ينصب على زيادة القيمة الإيجارية، وهذا أمر لا خلاف عليه، بسبب ارتفاع معدلات التضخم. لكن الجانب المزعج لمعظم المستأجرين هو ما ينشر عن تحديد فترة انتقالية تصل 5 سنوات، يتم بعدها إنهاء عقد الإيجار. وهو ما يراه بعض المستأجرين، خاصة كبار السن ممن قضوا معظم حياتهم فى العين المستأجرة، حكماً بالإعدام. لأن الوحدة السكنية محل العقد، ليست بالنسبة لهم جدراناً فقط، وإنما ذكريات عمر ممتد لعقود. ويطالب الكثير منهم، بمراعاة الجانب الوجدانى والنفسي، وإلغاء كل نص يؤدى لفسخ العقد، حتى لو كان البديل زيادة أخرى فى القيمة الإيجارية، بما يلبى طموحات الملاك. يا نواب البرلمان، ارفعوا الإيجار بشكل تدريجى معقول، لكن لا تضعوا نصاً يجيز للمالك طرد المستأجر، رغم التزامه بدفع الإيجار المرتفع. راعوا مشاعر الناس وذكرياتهم. محمد ناصف.. أعز الناس الأربعاء: لم يكن مجرد قريب، أو صديق. وإنما كان الأستاذ محمد ناصف، أعزالناس. اعتدت طوال ما مضى من سنوات عمرى اللجوء إليه، فى الأفراح والأزمات لأجده بقلبه الذى يتسع للجميع، بشوشاً، حانياً. يستمع إلى ما أسرده بإنصات ولهفة. يفرح من قلبه لفرحى، ويشد أزرى، ويربت على قلبى، فى حالة الحزن. كنت أراه دائماً أهلاً لإفراغ ما أحمله من هموم، وما اختزنه من طموحات وأحلام، لأجده دائماً أميناً مخلصاً محباً كريماً. اعتدنا وأسرتانا، على مدى سنوات، قضاء إجازة المصيف معاً فى الساحل الشمالي، وكنا نتسامر أمام الشاليه على شاطئ البحر، بسعادة لا حد لها، يومياً حتى موعد الفجر، دون ملل أو ضجر. لم أره أبداً يشكو ألماً أو مرضاً أو حاجة، كان رحمه الله راضياً حامداً شاكراً لله على نعمه. لم تغادر البشاشة وجهه، والابتسامة شفتيه، حتى آخر لحظات حياته فى المستشفى. خسارتى كبيرة، لكنها إرادة الله، ولا راد لقضائه. رحمك الله يا أعز الناس، وجعل مثواك جنة الخلد، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.