حرصت حكومة نتنياهو على الإعلان أن موافقة المجلس الوزارى المصغر على خطة توسيع حرب الإبادة فى غزة قد تم إقرارها بالإجماع «!!» ربما لتبعد الأنظار عما تسرب عن الخلافات الضارية بين قيادة الجيش الجديدة وبين أبرز حلفاء نتنياهو مثل بن غفير حول الخطة التى تستهدف احتلال غزة، وحول رفض الجيش تولى مسئولية توزيع المساعدات الغذائية، والتحذير من تداعيات خطيرة على حياة جنود الجيش «وأيضاً على الرهائن الإسرائيليين» إذا استمر حصار التجويع كما قرر مجلس الوزراء المصغر المختص بالشئون الأمنية والمعروف لدى الإسرائيليين بأنه مجلس الوزراء المهووسين بالحرب رغم أنهم - فى معظمهم- من المتهربين من الخدمة العسكرية! قرار توسيع حرب الإبادة يعنى أن حكومة زعماء عصابات الإرهاب الإسرائيلية بقيادة نتنياهو تتبنى رسمياً خطة إعادة احتلال غزة، وأنها كما أعلن مكتب نتنياهو رسمياً ستواصل نقل الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه والعمل على تنفيذ مخططات التهجير بالتوافق- كما تقول- مع الإدارة الأمريكية. وتحت زعم أن ذلك وحده هو من سيعيد الرهائن ويقضى على المقاومة.. بينما 75٪ من الإسرائيليين أنفسهم لا يتوقفون عن الصراخ بأن ما تفعله حكومة زعماء الإرهاب هو لهدف واحد هو البقاء فى الحكم .. وأن الثمن لن يكون فقط الفشل من جديد «سياسياً وعسكرياً» بل سيكون أيضاً المزيد من القتلى من جنود الجيش الإسرائيلى المُرهق، وفقد من تبقى من الرهائن الإسرائيليين بقرار نتنياهو وحربه المجنونة!! يعرف نتنياهو أكثر من كل حلفائه من زعماء عصابات الإرهاب الصهيونى أن إسرائيل لم تنسحب من غزة قبل عشرين عاماً إلا لتفادى كارثة يبدو أنها ستتم على يد حكومته الآن»!!» ويعرف نتنياهو وكل الإسرائيليين أن «حماس» لم تكن المشكلة بل الاحتلال وجرائمه التى لم يكن الرد عليها إلا المقاومة ولن تكون لها نهاية إلا نهاية كل احتلال وانتصار الدم الفلسطينى وعودة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين مع قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس العربية.. ويعرف نتنياهو - قبل وذلك وبعده- أنه يهرب إلى المستحيل، لكنه لا يرى خياراً آخر بعد أن وصل الإرهاب الإسرائيلى معه الى نهاية الطريق!! يعرف نتنياهو أن نصف جنود الاحتياط يرفضون الاستجابة لاستدعائهم. وأن أكذوبة أنه يحارب على سبع جبهات يفضحها أنه عاجز عن حماية مطار عاصمته «!!» يحاول نتنياهو إنقاذ نفسه بإدخال المنطقة كلها فى دائرة الانفجار. لا يدرك أن قواعد «اللعبة» تتغير فى المنطقة والعالم، وأن التوسع فى حرب الإبادة لم يمنح يوماً صك البراءة لمجرم حرب، ولم ينقذ يوماً أى احتلال من السقوط المهين. قواعد اللعبة تتغير، والرهان على مجرمى الحرب والنازيين الجدد لا يمكن أن يكون رهاناً عاقلاً لأى قوة إقليمية أو دولية حتى ولو كانت «البوصلة» لديها ما زالت هى الصفقات المشبوهة أو الابتزاز الرخيص!!