وسط حالة الاضطراب والقلق السائدة حاليا فى أسواق المال والاقتصاد بالعالم كله، فى ظل القرارات «الترامبية» المفاجئة الخاصة ب التعريفة الجمركية، التى أصدرها الرئيس الأمريكى على السلع والمنتجات الواردة إلى أسواق الولاياتالمتحدة من كل بلاد العالم،..، وما تبعها من تعديلات لبعضها وتعليق لبعضها الآخر،..، أصبح العالم بكل دوله وشعوبه فى حالة ترقب وتحسب لما يمكن أن تسفر عنه هذه الحالة وعدم اليقين من انعكاسات سلبية على حركة التجارة العالمية وفرص النمو والاستقرار الاقتصادى العالمي. وفى ظل هذه الحالة من الاضطراب وعدم اليقين الاقتصادى الدولي، أحسب أن أفضل ما يمكن أن يقدمه كل منا لوطنه على المستويين الشخصى والعام، هو العمل الجاد وبذل أقصى الجهد للارتقاء بمستوى العمل الذى يؤديه والارتفاع بمستوى إنتاجه، بحيث لا تقل جودة المنتج المصرى عن مثيلاتها من الإنتاج العالمى فى أى دولة متقدمة حديثة. وعلينا أن ندرك باليقين الحقيقة المؤكدة التى تقول، بأننا إذا كنا نريد وفرة فى السلع وانخفاضاً فى أسعارها، وتحقيق انفراجة اقتصادية واضحة وملموسة ومؤثرة، فلابد أن نعى أن هناك طريقا واحدا لتحقيق ذلك، وهو العمل وزيادة الانتاج بكل عزم واصرار وإخلاص. وفى ذلك لا بد أن نعى أن الفارق بين الدول المتعددة على مستوى العالم، سواء تلك الدول المتقدمة التى تتربع على القمة الاقتصادية والتكنولوجية، أو تلك النامية التى تحاول أن تتقدم، أو الأخرى التى مازالت تقبع فى قاع المحيط الدولي، غارقة فى الفقر والحاجة،..، هو فارق كبير وواسع. هذا الفارق هو بين الدول التى سلكت طريق العلم والعمل الجاد والإصرار على التقدم، وبين غيرها من الدول الأخرى التى سلكت طريق الكسل وسقطت فى غياهب النوم فى أحضان التخلف والجهل، واستسلمت للإهمال وإهدار قيمة العلم، وغاصت فى وحل الفقر وعدم الإنتاج. وفى ظل ذلك كله علينا أن نؤمن باليقين، أننا قادرون بوحدة الشعب والعمل بكل الجدية والإخلاص، على تجاوز كل الصعاب، ومواجهة كل التحديات والانتقال بوطننا إلى المكان والمكانة التى تليق بنا وسط عالم المنتجين والدول المتقدمة والحديثة.