لا مبالغة فى القول بأن مصر تمر حاليًا ومنذ فترة ليست بالوجيزة بظروف استثنائية بالغة الدقة فى مسيرتها الوطنية، من خلال ما تواجهه من تحديات جسام على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فى ظل الانعكاسات والتداعيات الناجمة عن الظروف والأحوال المضطربة وغير المستقرة إقليميًا ودوليًا بصفة عامة، وفى المنطقة العربية والشرق أوسطية بصفة خاصة وفى الجوار المحيط بها شرقًا وغربًا وجنوبًا على وجه الخصوص. ونظرة متأملة ومدققة فى النار المشتعلة بالأراضى الفلسطينية المحتلة من ناحية الشرق، وما يجرى من صدام مسلح بالسودان من ناحية الجنوب، والاضطراب وعدم الاستقرار القائم فى ليبيا من ناحية الغرب، بالإضافة إلى حالة القلق السائدة فى أوروبا عبر المتوسط من ناحية الشمال،...، تكفى للدلالة والتأكيد على الواقع المحيط بمصر حاليًا ومنذ فترة ليست بالقليلة. وهذا الواقع المضطرب وغير المستقر يدفعنا إلى التأكيد على أن أفضل ما يمكن أن يقدمه كل منا لوطنه فى ظل هذه الظروف بالغة الدقة والحساسية المحيطة بنا وبالمنطقة كلها حاليًا، هو إعلاء قيمة العمل وترسيخها فى وجداننا جميعًا، بحيث تصبح على قمة هرم القيم الاجتماعية والثقافية والأخلاقية لنا جميعًا. وفى ذلك من المهم أن ندرك جميعًا أن الضرورة تقتضى أن يبذل كل منا فى موقعه أقصى الجهد للارتقاء بمستوى عمله ورفع جودة إنتاجه، حتى يصبح المنتج المصرى منافسًا للمنتجات العالمية، ولا يقل جودة وتميزًا عن منتجات الدول المتقدمة. وإذا كنا نريد أن يكون لنا مكان متميز ومؤثر على خريطة المنطقة والعالم، على المستويين الإقليمى والدولى،...، وهو ما يجب أن يكون،...، فعلينا أن نؤمن أن ذلك يتحقق فقط بالعمل والإنتاج والمزيد من العمل والإنتاج،...، وعلينا أن ندرك بكل الوعى أن الخيار الوحيد للتقدم هو خيار العمل وبذل أقصى الجهد فى العمل والإنتاج.