هل تنتهى رحلة البشر العملية ، هل تختفى الأيدى العاملة ، هل لم يعد للبشر مستقبل فى حياتهم، هل حقا ستزداد نسب البطالة ؟، جميعها أسئلة مشروعة وتخوفات حقيقية بسبب التطور التكنولوجى الهائل للذكاء الاصطناعى وما وصل إليه فى مختلف مناحى الحياة، من الصناعة إلى التعليم وحتى الطب. ورغم الفوائد العديدة التى يقدمها هذا التطور، إلا أن للذكاء الاصطناعى سلبيات تثير قلق المجتمعات أهمّها تهديد الذكاء الاصطناعى لفرص العمل حيث أصبحت العديد من الوظائف التقليدية مهددة بالاختفاء بسبب اعتماد الشركات على الأنظمة الذكية التى تؤدى المهام بكفاءة وبتكلفة أقل، وهذا قد يؤدى إلى ارتفاع معدلات البطالة واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وهو بالفعل ما أشارت إليه الدراسة الصادرة عن المنتدى الاقتصادى العالمى عام 2024 والتى أكدت أن الذكاء الاصطناعى قد يتسبب فى فقدان نحو 83 مليون وظيفة حول العالم بحلول عام 2027، فى حين يُتوقع أن يخلق نحو 69 مليون وظيفة جديدة، ما يبرز الفجوة الكبيرة التى قد يعانى منها سوق العمل خلال السنوات القادمة. أما ما يثير الرعب يتمثل فى الخصوصية، حيث تقوم هذه الأنظمة بجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية بسبب تزايد اعتمادنا كبشر عليها ، ما يعرض الأفراد لخطر التجسس أو الاستغلال أو الابتزاز لكن يبقى مستقبل البشر فى ظل هذا التطور متوقف على كيفية تعاملهم مع هذه التكنولوجيا ، لذلك نحتاج لضرورة وضع التشريعات الملائمة التى تضمن استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل يخدم الإنسانية دون الإضرار بها ويحمى بيوتنا جميعا من مخاطر هذا الذكاء الاصطناعي. فى النهاية، الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين، واستغلاله بشكل إيجابى يتطلب وعيًا جماعيًا ورؤية مستقبلية متوازنة.