انتهت انتخابات نقابة الصحفيين المصرية بفوز خالد البلشى بمنصب نقيب الصحفيين، اتسمت المعركة الانتخابية بالنزاهة والشفافية، وجرت فى أجواء ديمقراطية عشناها جميعا، وكنا شهودا على أحداثها. تعودنا أن نبارك للفائز وأن نقول «هارد لك» لمن لم يحالفه الحظ فى هذه الدورة، وبعدها تعود الجماعة الصحفية كما كانت، أصدقاء وزملاء مهنة تجمعهم وحدة الهدف، والعِشرة، والخوف على المهنة، ومحاولة الارتقاء بها، واستعادة العصور الذهبية التى شهدتها. الحديث المهم الآن يجب أن ينصَبَّ على القضايا والتحديات الحقيقية التى تواجهها المهنة، كيف نطور الأداء المهنى للصحفيين، كيف نرفع مستوى الدخول حتى تتناسب مع متطلبات الصحفى وتساعده على التركيز فى عمله بدلا من التنقل بين أكثر من جريدة وموقع إلكترونى وقناة تليفزيونية من أجل أن يوفر الدخل المعقول الذى يحتاجه. قضية حرية الرأى والسقف الذى نتطلع جميعا إلى أن يرتفع حتى يمارس الصحفى دوره فى كشف القصور والفساد فى بعض المواقع، وإبراز الإيجابيات وقصص النجاح الموجودة على الجانب الآخر. سقف الحرية تحدٍ مهم أتصور أن على النقيب وأعضاء مجلس النقابة أن يعملوا على دفعه إلى أعلى مستوى ممكن. لقد كان تاريخ الصحافة المصرية شاهدًا على دورها الوطنى فى تسليط الضوء على القضايا المهمة، وكيف كانت دائما صوت الشعب، وضمير الأمة، هذا الدور مطلوب الآن أكثر من أى وقت مضى، وعلينا جميعا أن نتمسك باستعادته. يجب أن تعود للصحافة هيبتها وقوتها لتساند أجهزة الدولة، ومجلس النواب بكشف الحقائق، وطرح القضايا التى تهم المواطن، وتؤثر فى حياته، ومستقبل أولاده. أمام النقيب المنتخب وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين مهمة صعبة ننتظر أن يحققوا فيها خطوات مدروسة، أمامهم كذلك النهوض بمستوى الأداء الصحفى لشباب الصحفيين وذلك بالتدريب المستمر داخل وخارج مصر، أذكر أننى شخصيا سافرت مرتين فى منح تدريبية فى بداية مشوارى الصحفى، من خلال مسابقات كانت تجريها نقابة الصحفيين لاختيار أفضل العناصر الشابة الجديرة بالفوز بتلك المنح، ولا شك أن الاحتكاك المبكر بصحافة الدول المتقدمة قد أثر على طريقة تفكيرى، وأسلوبى وأدائى المهنى. مبروك للنقيب خالد البلشى وكل الزملاء الفائزين، وهارد لك للزميل عبد المحسن سلامة وكل الزملاء الذين لم يحالفهم الحظ. ولتبقى نقابتنا دائما قوية بالفكر، رائدة برسالة الكلمة التى يحملها كل منا كأمانة غالية فى عنقه.