الأسلوب الواقعي السحري والمضمون الموضوعي للرواية جعلاها واحدة من أهم الروايات المُمثَّلة للطفرة الأدبية في أمريكا اللاتينية الكتاب الذى أكتب عنه اليوم هو رواية: مائة عام من العزلة للروائى العالمى جابرييل جارثيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1982، ترجمها الدكتور سليمان العطار، وأشرف على إصدارها الدكتور أنور إبراهيم ضمن سلسلة آفاق عالمية التى تصدر عن الثقافة الجماهيرية، ورؤسائها هم الأصدقاء محمد عبد الحافظ ناصف والدكتور مسعود شومان. هذه طبعة جديدة من رواية مهمة للغاية صدرت عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، ورغم أنها تقع فى 350 صفحة من القطع الكبير، فإنها تُباع بعشرين جنيهًا فقط. ورغم أن السعر بسيط وفى متناول اليد، فإننى أحلُم بيومٍ تُعرض فيه الكُتب على القُرَّاء بدون مقابل. فالثقافة الحقيقية تتطلب منا هذا، وهذا واجب علينا تجاه المصريين جميعًا. نُشِرت الرواية 1967، وطُبِعَ منها حوالى ثلاثين مليون نسخة، وتُرجمت إلى 30 لغة، كتبها ماركيز 1965 فى المكسيك. بعد ذلك بسنتين نشرت سودا أمريكانا للنشر بالأرجنتين ثمانية آلاف نسخة. وتُعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الإسبانية ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية. وتُعد الرواية من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى. يروى الكاتب أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال، والذين يعيشون فى قرية خيالية تُدعى ماكوندو. الأسلوب الواقعي السحري والمضمون الموضوعي للرواية جعلاها واحدة من أهم الروايات المُمثَّلة للطفرة الأدبية فى أمريكا اللاتينية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، وهى طفرة تأثرت أسلوبياً بالحداثة الأوروبية والأمريكية الشمالية، وبحركة الطليعة الأدبية الكوبية. منذ نشر الرواية لأول مرة فى مايو 1967 فى بوينس أيرس عن طريق دار النشر إديتوريال سود أمريكانا، تُرجِمت الرواية إلى 46 لغة، وبيعت منها أكثر من 50 مليون نسخة، وتُعد الرواية التى تُعتبر العمل الأبرز لجابرييل جارثيا ماركيز واحدة من أكثر الأعمال التى حظيت بالثناء، كما تُعترف بها كواحدة من أهم الأعمال في الأدب الإسباني والعالمي. في عام 2024 تم تحويل الرواية إلى مسلسل يحمل نفس الاسم عُرِضَ على منصة نتفليكس، وكان المنتجون التنفيذيون له هم أبناء جارثيا ماركيز. وكان ماركيز أحد الروائيين الأربعة من أمريكا اللاتينية الأوائل الذين أُدرِجوا فى الألبوم الأمريكى اللاتينى الأدبى فى ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. وقد أكسبت رواية مائة عام من العزلة «1967» جارثيا ماركيز شهرة دولية كروائى لحركة الواقعية السحرية فى أدب أمريكا اللاتينية. تُعتبر الرواية استعارة للتفسير النقدى للتاريخ الكولمبي، من التأسيس إلى الأمة المُعاصرة، تُقدم رواية مائة عام من العُزلة خرافات قومية مختلفة من خلال قصة عائلة بوينديا التى تضعها روحها المغامرة وسط الإجراءات المهمة للأحداث التاريخية الكولومبية، مثل الإصلاح السياسى الليبرالى فى الحُقبة الاستعمارية والآراء المختلفة فى القرن التاسع عشر المؤيدة والمعارضة لهذا الإصلاح. مائة عام من العزلة قصة لسبعة أجيال من عائلة بوينديا التى تعيش فى بلدة ماكوندو. غادر البطريرك المؤسس لماكوندو خوسيه أركاديو بوينديا وزوجته «ابنة خاله» بعد أن قتل خوسيه أركاديو بوينديا بروديينسيو أغيلار بعد مصارعة ديوك بسبب تلميحه أن خوسيه كان عاجزًا جنسيًا، فى إحدى الليالى من رحلة هجرتهم، وأثناء تخييمهم على ضفة نهرية يحلُ خوسيه بماكوند، مدينة المرايا التى تعكس العالم فيها وما حولها. بعد استيقاظه قرر إنشاء ماكوندو على ضفة النهر، بعد أيام من التشرد فى الغابة، قام بتأسيس ماكوندو لتكون مدينة فاضلة، والتى سرعان ما اكتشف مكانها الغجر الذين زاروها بالألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج فى زمن كانت هذه المخترعات أو حتى الخيالات غير موجودة. يتخيل خوسيه أركاديو بوينديا أن ماكوندو محاطة بالمياه كجزيرة، ومن تلك الجزيرة يخترع العالم وفقًا لتصوراته. بعد فترة وجيزة من تأسيسها أصبحت ماكوندو مدينة يحدث فيها بصورة متكررة أحداث غير عادية واستثنائية تشمل أجيالاً من عائلة بوينديا الذين لا يستطيعون أو غير راغبين فى الهروب من مصائبهم الدورية ومعظمها من صنعهم. كانت المدينة منعزلة لسنوات وغير متصلة بالعالم الخارجى باستثناء الزيارة السنوية لبعض من الغجر الذين يعرضون على سكان البلدة التكنولوجيا مثل المغناطيس والتليسكوب والجليد. رواية مائة عام من العزلة من أروع روايات الأدب العالمي في السنوات الأخيرة.