في مشهد يحمل أسمى معاني الوفاء والإنسانية، استجاب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعوة كريمة الشهيد، العميد مالك مهران، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه في محافظة بني سويف عام 2013، لحضور عقد قران كريمته. وقد حرص الرئيس على تلبية هذه الدعوة في لفتة رمزية عميقة، تؤكد أن الدولة المصرية لا تنسى أبناءها، ولا تُهمل أسر من ضحوا بأرواحهم من أجل أمن الوطن وسلامته. منذ توليه المسؤولية، حرص الرئيس السيسي على التأكيد بأن الدولة لن تنسى شهداءها، وأن أسرهم في قلب الوطن ووجدانه. ولا تأتي هذه اللفتة بمعزل عن سياق سياسي متكامل تبنّاه الرئيس، قوامه دعم أسر الشهداء وتكريمهم، سواء من القوات المسلحة أو الشرطة، والاعتراف بجميلهم على الدولة والمجتمع. هذه السياسة تعكس إدراكا راسخا لدى القيادة بأن الأمن والاستقرار الذين تنعم بهما البلاد لم يأتيا مجانا، بل كانا ثمرة تضحيات جسيمة. الجانب الإنساني في تصرف الرئيس يحمل بين طياته رسائل سياسية ذات مغزى. داخليا، هي رسالة طمأنة لكل أسرة مصرية قدمت شهيدا أو مصابا، بأن الدولة ترعاهم ولن تتركهم وحدهم. وخارجيا، تعكس هذه الخطوة طبيعة العلاقة المتماسكة بين القيادة والشعب، خصوصا في ظل محيط إقليمي يعاني من تفكك المجتمعات وفقدان الثقة بين المواطنين والدولة. مثل هذه اللفتات الإنسانية تُعزز من الشرعية الشعبية للرئيس السيسي، وتُرسخ صورته كقائد قريب من الناس، يشعر بمعاناتهم، ويتفاعل مع مناسباتهم الشخصية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمن قدموا أغلى ما يملكون فداءً للوطن. وقد أثبتت التجربة أن البُعد الإنساني في شخصية القائد له تأثير قوي يفوق في أحيان كثيرة قرارات السياسة والخطط الاقتصادية. حضور الرئيس لزفاف كريمة شهيد من الشرطة المدنية يُعد رسالة مباشرة لأبناء المؤسسات الأمنية: أن تضحياتهم لن تُنسى، وأن من يسقط منهم في ميدان الشرف، تظل روحه حاضرة في ضمير الوطن. وهذه الرسائل ترفع من الروح المعنوية، وتُعزز من التماسك المؤسسي، وتخلق شعورا عاما بالاحتضان والدعم من القيادة العليا. اللفتة الإنسانية للرئيس السيسي بحضور عقد قران كريمة الشهيد مالك مهران، ليست مجرد مشاركة رمزية في مناسبة اجتماعية، بل تعبير سياسي وإنساني عميق عن فلسفة الحكم في مصر ما بعد 30 يونيو، حيث تُصبح العلاقة بين المواطن والدولة قائمة على التقدير، والوفاء، والاحتضان. إنها رسالة بأن مصر لا تنسى أبناءها، وأن القيادة تعرف معنى الوفاء لمن قدموا حياتهم فداءً لوطن آمن ومستقر.