مع اقتراب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إكمال 100 يوم في البيت الأبيض يوم 29 أبريل الجاري، تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة عن تراجع ملحوظ في ثقة الأمريكيين بأدائه وسياساته، إذ وصف أكثر من نصف الأمريكيين الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية بأنها "مخيفة"، فيما سجلت شعبيته أدنى معدلاتها تاريخياً لرئيس في بداية فترة حكمه. في حين تأتي هذه التقييمات السلبية في ظل اضطرابات الأسواق المالية العالمية وسياسات الترحيل المثيرة للجدل، حيث أظهرت سلسلة من الاستطلاعات أن غالبية الأمريكيين غير راضين عن أداء الرئيس، حتى بين مؤيديه التقليديين من الحزب الجمهوري. اقرأ أيضًا: استطلاع رأي: تراجع شعبية ترامب مع انتقاد الأمريكيين لسياساته الرئيسية تركيز خاطئ وأولويات مشكوك فيها كشف استطلاع أجراه مركز البحوث AP-NORC للشؤون العامة أن 24% فقط من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب يركز على الأولويات الصحيحة كرئيس، وحتى بين الجمهوريين أنفسهم، فإن 54% فقط يرون أن ترامب يركز على "الأولويات الصحيحة"، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل كبير بين الناخبين المستقلين إلى 9% فقط. أشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 39% فقط من المشاركين يوافقون على أداء ترامب الرئاسي بشكل عام، وحوالي 40% فقط يوافقون على نهجه في السياسة الخارجية ومفاوضات التجارة والاقتصاد. تدهور الثقة في السياسات الاقتصادية والتجارية على الرغم من أن القادة الجمهوريين عادة ما يحصلون على تقييمات قوية في القضايا الاقتصادية، فإن أداء ترامب في هذا المجال يشهد انخفاضاً حاداً، إلا ان استطلاع نيويورك تايمز/كلية سيينا وجد أن 43% فقط من الناخبين يوافقون على طريقة إدارة ترامب للاقتصاد، مقارنة ب 64% في استطلاع أجرته الصحيفة في أبريل 2024 خلال فترة رئاسته الأولى. وأظهرت استطلاعات أخرى نتائج مماثلة، فقد كشف استطلاع لشبكة فوكس نيوز المعروفة بدعمها لترامب أن 38% فقط من الأمريكيين يوافقون على أدائه الاقتصادي، بينما عبر 56% عن عدم موافقتهم. كما أن 58% من المشاركين لا يوافقون على أدائه العام، و59% لا يوافقون على تعامله مع التضخم. تزداد المخاوف أيضاً بشأن سياسات ترامب التجارية، حيث وجد استطلاع أسوشيتد برس أن نحو نصف البالغين الأمريكيين يعتقدون أن هذه السياسات ستؤدي إلى زيادة الأسعار "بشكل كبير"، وثلاثة من كل عشرة يتوقعون ارتفاع الأسعار "إلى حد ما"، وعبر نصف الأمريكيين عن قلقهم الشديد من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود خلال الأشهر القليلة المقبلة. كما أشار استطلاع نيويورك تايمز إلى أن نصف الناخبين لا يوافقون على سياسات ترامب التجارية مع الدول الأخرى، وأن 61% يعتقدون أنه لا ينبغي للرئيس فرض تعريفات جمركية دون موافقة الكونجرس. انتقادات متزايدة لسياسات الهجرة شهدت سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة تراجعاً كبيراً في الدعم الشعبي، إذ كشف استطلاع واشنطن بوست-ABC-Ipsos أن 53% من الأمريكيين لا يوافقون الآن على تعامل الرئيس مع قضايا الهجرة، بينما يوافق 46% فقط، وهو تحول عن نتائج فبراير الماضي عندما كانت الأغلبية تؤيد نهجه. وفقاً للصحيفة، فإن 90% من الديمقراطيين و56% من المستقلين و11% من الجمهوريين لا يؤيدون طريقة تعامل ترامب مع ملف الهجرة، كما أظهر استطلاع نيويورك تايمز أن 63% من المستطلعين، بمن فيهم 40% من الجمهوريين، يعتقدون أنه "لا ينبغي أن يكون للرئيس سلطة ترحيل المهاجرين القانونيين الذين احتجوا ضد إسرائيل". مخاوف من تجاوز السلطات الدستورية أثارت سياسات ترامب قلقاً متزايداً بين الأمريكيين حول تجاوزه للصلاحيات الدستورية، إذ يعتقد أكثر من نصف الناخبين، وفق استطلاع نيويورك تايمز، أن ترامب "يتجاوز الصلاحيات المتاحة له"، ووصف 59% من المستطلعين فترة رئاسته الثانية بأنها "مخيفة". هذه المخاوف تمتد عبر القضايا المختلفة، من سلطته في فرض التعريفات الجمركية إلى صلاحياته في ترحيل المهاجرين، مما يعكس قلقاً أوسع بشأن احترام المؤسسات الديمقراطية وفصل السلطات. جيل الشباب الأكثر استياءً أظهر جيل الشباب، المعروف بجيل Z، مستويات غير مسبوقة من الاستياء من سياسات ترامب. وفق استطلاع أجرته شبكة NBC، عبر 69% من أبناء هذا الجيل (المولودين بين 1995 و2012) عن عدم موافقتهم على طريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد وتكلفة المعيشة. اشتكى المشاركون من صعوبة دفع الإيجار، ناهيك عن شراء منزل، وأعربوا عن قلقهم إزاء التضخم. كما أفاد أكثر من 90% منهم بأنهم يعتقدون أن الطلاب الأجانب الذين يحملون تأشيرات أو بطاقات خضراء ينبغي أن يتمتعوا بنفس حماية الإجراءات القانونية الواجبة التي يتمتع بها المواطنون الأمريكيون.