يفاجئنا الذكاء الاصطناعى بالجديد يومًا بعد يوم، وتتزايد المساحة التى أصبح يحتلها فى حياتنا ربما كل لحظة، نحن فى حقيقة الأمر أمام غول، ومارد يجتاح فى طريقه كل شىء، ويبقى التحدى الحقيقى أمامنا جميعًا هو كيفية ترويض هذا المارد، وتحويله لأداة للبناء والتعمير، وألا نقزم وظائفه فيما هو ضار بنا سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع. مؤخرًا استمتعت بمتابعة ندوة «الكتابة فى عصر الذكاء الاصطناعي: إلى أين؟»، ضمن فعاليات الدورة ال16 من مهرجان الشارقة القرائى للطفل، وفيما يلى أهم ما قاله الخبراء المشاركون فيها: يعد الذكاء الاصطناعى امتدادًا للثورة الصناعية الرابعة، ويستخدم اليوم من قبل ما لا يقل عن 80% من الأفراد، بينهم نسبة كبيرة من طلاب الجامعات، وهذا الاستخدام يثير تحديات أكاديمية تتطلب من المؤسسات التعليمية تطوير أدواتها لضمان النزاهة الأكاديمية. ولا خلاف على أن الذكاء الاصطناعى أداة رائعة للتفكير والبحث، لكنه لا يملك المشاعر أو التجربة البشرية، لذلك علينا أن نعلّم الطلاب كيف يستخدمونه بوعي، ونطالبهم بالإفصاح عند الاستعانة به، كما تفعل بعض الشركات العالمية التى وضعت حدودًا صارمة لحماية معلوماتها. يمكن للذكاء الاصطناعى أن يساعد فى تقديم زوايا جديدة غير مطروقة للبحث، لكنه لن يكون أبدًا بديلاً عن العقل البشرى ويجب ألا يفكر نيابة عن البشر، فقط يمكنه تحسين الجماليات، لكنه لا يمنحنا العاطفة، ومستقبل هذه التقنية مرتبط بمدى وعينا، لا بقدرتها التقنية وحدها. لا مانع من إنتاج نصوص «هجينة» بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي، ما دام هناك اعتراف بذلك. وعلى المتقدمين للمسابقات، مثلاً، أن يوضحوا دور الذكاء الاصطناعى فى النص، لضمان النزاهة ومنع الغش. هناك إذًا ضرورة لتوظيف الذكاء الاصطناعى بشكل أخلاقى وواعٍ، وألا يدع البشر الذكاء الاصطناعى يفكّر نيابة عنهم، بل من المهم أن يبقى أداة مساعدة فى يد الإنسان، لا أن يتحول إلى أداة تتحكم به، سواء فى مجالات الكتابة، أو الإبداع، أو التعليم. خلاصة الكلام: الذكاء الاصطناعى لن يكون بديلاً عن الإنسان، بل يجب أن يظل أداة تُستخدم بذكاء، ضمن أطر أخلاقية واضحة، فى ظل عالم يشهد تطورات متسارعة .