رجل في الثلاثينات من عمره، تحولت قصته المأساوية إلى واحدة من أشهر القصص التي تنظرها المحاكم ويتداولها الاعلام الأمريكي، ظل حبيسًا لمدة 20 عاما بعد إنهاء تعليمه وحبسه في المنزل لتتحول قصته إلى سر لا يعلم أى شخص تفاصيله أو يومياته المأساوية، ظل ضحية عبودية واحتجاز زوجة والدته التي كانت تتلذذ بتعذيبه والإفراط في الاساءة الدائمة له اإلى أن قرر الكشف عن سره بحريق مفاجئ. «عبور إلى الحياة».. في عيد ميلاده الثاني والثلاثين وصف ضحية التعذيب والاستعباد المنزلي قصته بعد التحرر من سجن زوجة والده ليؤكد؛ أنه يشعر بالاحتفال بعيد ميلاده الاول بعد خروجه إلى الحياة، وعبر عن مشاعره وهو بين العاملين في مجال الرعاية الصحية والنفسية قائلا: «نجوت اخيرًا من أكثر من 20 عامًا من الأسر والعنف المنزلي، كنت محتجزًا في منزلي منذ أن تم إخراجي من الصف الرابع في سن الحادية عشرة، وحتى عامي الحادي والثلاثين، أشعلت النار عمدًا في المنزل بأكمله لأطلب المساعدة من الجميع للتحرر من سجني، والآن أقدر قيمة إقامة أول حفلة عيد ميلاد لي على الإطلاق للاحتفال بعيد ميلادي الثاني والثلاثين». سرية الضحية لم تكشف المحكمة وكذلك وسائل الاعلام الأمريكية هوية الضحية، وقرر القاضي الحفاظ على سرية شخصيته إعلاميًا والاكتفاء بكشف هوية زوجة والده لتنال عقابها أمام المحكمة وسرد جرائمها التي لم تنته إلا بحريق عمد ارتكبه الضحية حيث اشعل النار في منزله بولاية كونيتيكت في فبراير الماضي مُعلنا عن مأساته ليلتفت كل سكان منطقته نحوه حتى يتمكنوا من إنقاذه من منزل الرعب الذي وقعت فيه الإساءة المستمرة. توالت قرارات الضحية لبناء حياته من جديد، اولى قراراته صدرت بالإعلان عن تغيير اسمه امام المحكمة واستعادة السيطرة على حياته من جديد واطلقت الصحف عليه لقب «اس» وهو اول حرف من اسمه الجديد قائلا «أنا أفضل وأقوى بكثير مما كنت عليه في اليوم الذي حملني فيه رجال الإطفاء والطوارئ خارج منزلي». معسكر موت مشهد مأساوي أفصح عنه المسعفون حين وجدوا الضحية مختبئًا على الارض في وضعية الجنين، واكد المدعون أن حالته كانت مشابهة لحالة أحد الناجين من معسكر موت، وكان وزنه 27 كيلو فقط عندما أنقذه المسعفون، وأخبر الأطباء المحققين لاحقًا بحالته الصحية المتردية بسبب عدم تناول الطعام، وكانت أجزاء من أسنانه تنكسر بسبب تسوسها الشديد، ولاحظ المحققون وجود مشكلة واضحة في نظافته، وبالفعل اكد الضحية انه لم يستحم لمدة عام أو عامين وفقًا لإفادة الشرطة. اشارت جهات إنفاذ القانون أن الضحية أخرج من المدرسة في سن الطفولة، واحتُجز في المنزل لأكثر من 20 عامًا في غرفة صغيرة بدون تدفئة أو تكييف، مع محدودية أو ندرة وصوله إلى الطعام والماء أو حتى دورة المياه، ولم يكن مسموحًا له سوى زجاجتين من الماء يوميًا، وكان يستخدمهما لتنظيف نفسه لأنه لم يُسمح له بالوصول المتكرر إلى الحمام، كشفت التحقيقات ايضا أن والد الضحية توفى العام الماضي وأن والدته البيولوجية تخلت عن حضانته عندما كان طفلا، ودافعت والدته الحقيقية، تريسي فاليراند، عن موقفها مؤكدة أنها رأت ابنها آخر مرة عندما كان عمره ستة أشهر فقط، ولم تتنازل عنه، لكن تولى والده حضانته، ولم يسمح لها برؤيته قط، وانقطعت صلتها بالعائلة ليخذله الكثيرون دون أن يحظى بالرعاية طوال حياته. محاكمة عاجلة بعد واقعة حريق المنزل ألقت الشرطة القبض على زوجة الأب «كمبرلي سوليفان»، 56 عامًا، والتي تواجه تهم بحبس وتعذيب ابن زوجها وحبسه في ظروف غير انسانية أدت إلى إصابته بأمراض سوء تغذية حادة، وسرعان ما نظمت المؤسسات الخيرية حملات لجمع التبرعات لتزويده بالرعاية الطبية وطب الأسنان والعلاج والسكن ودعم الرسوم القانونية لمقاضاة زوجة والده. مثلت كيمبرلي سوليفان امام محكمة ووتربري العليا في كونيتيكت وخلال جلسة الاستماع وجهت اليها المحكمة تهمتى الاعتداء من الدرجة الأولى والاختطاف والقسوة من الدرجة الثانية وقد نفت التهمتين، وأفرج عنها القاضي مؤقتا بكفالة قدرها 300 ألف دولار، وأمرت المحكمة بمراقبة سوليفان إلكترونيًا إلى أن تمثل امام المحكمة. الضحية والجانى بالرغم من الحالة المأساوية للضحية والتي يؤكد الاطباء والمختصون النفسيون والاجتماعيون؛ أن حالته الجسدية والنفسية مذرية وتتطلب فترة طويلة لعلاجه من آثار 20 عامًا من القسوة والتعذيب والعيش في مكان لا يصلح للحياة الآدمية، ومع ذلك ظهر إعلاميًا «يوانيس كالويديس»، محامي المتهمة ليؤكد إصرارها على براءتها مؤكدًا انها تتلقى تهديدات من المجتمع بسبب قسوة الادعاءات الموجهة اليها والتي وصفها بأسوأ ما رآه خلال مسيرته المهنية، مدعيًا انها تعاني من شبح الاتهام الكاذب مما ادى الى احتقارها ونبذها من المجتمع للتأثير على الرأي العام وقرار هيئة المحلفين المستقبلية، وذلك في محاولة لتخفيف عقوبتها. اقرأ أيضا: عذبت طفلته بملعقة ساخنة.. حبس زوجة الأب بالشرقية