الأحكام المطلقة نوع من الظلم.. لم يكن كولر سببًا وحيدًا ومطلقًا لخروج الأهلى من إفريقيا، فعلى الأقل نتذكر أنه قبل ستة أيام من الخروج كان قد أثبت كفاءة فى مباراة الذهاب وتفوق خططيًا وتكتيكيًا وكان عاملًا أساسيًا فى التعادل.. أما فى الإياب فإن فتح مساحات اللعب جاء طبيعيًا أمام جمهور كبير وأرض استأنس بها الأهلى.. والأداء المفتوح ليس لصالح الأهلى تمامًا؛ لأن هناك فوارق فى نوعية اللاعبين وسرعتهم ولياقتهم وذهنيتهم وقدرتهم على التحول الأسرع.. كل هذه المميزات كانت لصالح صن داونز وبالتالى لابد أن تشارك كولر فى المسئولية.. حتى فوز بيراميدز جاء بمعجزة وكفاءة رأس الحربة الرائع ميالى الذى كل ما فعله هو التواجد فى أفضل مكان داخل المنطقة مدعومًا بالسرعة والانقضاض وموهبة هز الشبكة.. كانت نوعية لاعبى أورلاندو أفضل أيضًا وكان بمقدورهم التأهل، لكن هى بصمة مهاجم متميز صنعت الفارق.. وبشكل عام علينا أن نعترف بأن كرة إفريقيا تتقدم وكرتنا لا أقول تتأخر بل الأفضل القول إنها لا تراوح مكانها.. ولو أن دول القارة مثل جنوب إفريقيا لا تصدر نجومها لأوروبا لما كان لأنديتنا مكان فى البطولات.. وفى كل الأحوال هى كرة القدم التى لا تمنح على الدوام ولا تمنع على الدوام.. وهى كما كانت ليلة أول أمس متقلبة المزاج والمشاعر والانفعالات مثل ما قدمت لنا من شهد بيراميدز ودموع الأهلى.