فى كل عام تحضر بيننا ذكرى غالية فى قلوب المصريين جميعًا، وهى ذكرى تحرير سيناء، التى تُجسد أسمى معانى النضال والتضحية والفداء لتحكى لنا كيف استردت مصر أرضها الغالية بعد سنوات من الاحتلال والصراع، ليظل هذا اليوم علامة مضيئة فى تاريخ الوطن، وشاهدًا حيًا على إرادة شعب لا يعرف المستحيل، سيناء ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هى جزء من الروح المصرية، تجسّد الماضى العريق بما حفل به من معارك وتضحيات، والحاضر المشرق بما يشهده من مشروعات تنموية، والمستقبل الواعد الذى تبنيه الدولة بسواعد أبنائها. لقد أكدت التجربة التاريخية أهمية حماية سيناء والدفاع عنها بكل قوة، ليس فقط لحماية حدود الوطن، بل لصون كرامته وسيادته. إن تنمية سيناء هى الدرع الحقيقية التى تحفظ الأمن القومى، وتمنع أى محاولة للعبث بها أو تهديدها. ما يحدث حولنا الآن من صراعات وما تتعرض له غزة هو إنذار كبير علينا كمواطنين أن نعنى مدى خطورته وأن نتكاتف وراء القيادة السياسية من أجل تحقيق الأمن والأمان والسلام الدائم لبلادنا وحماية الشرق الأوسط بالكامل من دمار عميق ينال من الجميع ويأكل الأخضر واليابس، يا أهل مصر، سيناء هى مهد الحضارات، وملتقى الأديان، وأرض الشهداء، بين رمالها قصص بطولات لا تنتهى، فى ذكرى تحرير سيناء، نجدد العهد على أن تظل هذه الأرض الطاهرة رمزًا للصمود والتحدى، وأمانة فى أعناقنا جميعًا. فحمايتها لا تقتصر على الحدود والأسلحة فقط، بل تمتد إلى غرس حبها فى قلوب الأجيال القادمة، وتعزيز وعيهم بقيمتها ومكانتها فى وجدان الأمة وحفظ الله مصر وشعبها ورئيسها الوطنى المخلص الرئيس عبد الفتاح السيسى.