محمد رياض شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا بين الجارتين النوويتين الهندوباكستان، على خلفية الهجوم الذى استهدف سائحين فى منطقة «باهالجام» بإقليم كشمير الهندى، وأدى لمقتل 26 شخصًا. وأفادت مصادر عسكرية هندية بأن الجيش الهندى رد على إطلاق نار من باكستان استهدف بعض المواقع الهندية فى جامو وكشمير وأن قوات الأمن «ردت بفعالية».. وكانت كلتا الدولتين قد قامتا باتخاذ إجراءات وتحركات عسكرية غير مسبوقة على الحدود المشتركة، أعادت للأذهان المواجهة بين البلدين عام 2019، عندما قُتل العشرات من أفراد الأمن الهندى فى تفجير بمدينة بولواما شنت بعده الهند هجمات جوية على باكستان لكنها توقفت قبل التحول لحرب شاملة. اقرأ أيضًا | وزير الدفاع الباكستاني: ليس لدينا مشكلة مع تطوير شراكة الولاياتالمتحدةوالهند ومع اتهام نيودلهى إسلام آباد بالمسئولية عن الهجوم، وتحديدها ل 3 من مرتكبى الهجوم، 2 من باكستان والثالث كشميرى، علقت الهند اتفاقيات التجارة والنقل والخدمات القنصلية وطردت الدبلوماسيين الباكستانيين وأوقفت العمل بمعاهدة تقاسم مياه نهر السند. بينما ردت باكستان بتقليص موظفى المفوضية العليا الهندية فى إسلام آباد، واعتبار المستشارين العسكريين الهنود أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وأغلقت مجالها الجوى أمام الطائرات الهندية، ورفضت تعليق الهند للمعاهدة المائية، وهددت بالرد العنيف إذا حاولت الهند وقف إمدادات المياه عبر نهر السند، واعتبرته «عملاً حربياً». كما هدد وزير الدفاع الباكستانى باستهداف المواقع الهندية المهمة إذا ما حاولت نيودلهى منع المياه أو تحويل مسارها عن بلاده، واعتبر أن الخطوات الهندية الأخيرة تشير إلى أن هجوم إقليم كشمير كان من صنع الاستخبارات الهندية، متهمًا الاستخبارات الهندية بتمويل طالبان الباكستانية وجيش تحرير بلوشستان، لشن الهجمات داخل المدن الباكستانية.. وتقول «صحيفة نيويورك تايمز» إنه بالرغم من إعلان جماعة مسلحة مجهولة تُطلق على نفسها اسم «جبهة المقاومة» مسئوليتها عن الهجوم، إلا أن باكستان ترى أن الهند تستغل الهجوم للحصول على دعم دولى وأمريكى لإعادة صياغة مساعى الاستقلال فى كشمير وتصنيف حركة المقاومة كحركة إرهابية.. وتقول صحيفة الجارديان البريطانية، إن الهند ردت بهذه القوة، لأن الهجوم الذى وقع أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكى، جيه دى فانس، كان محرجًا للغاية لرئيس الوزراء ناريندرا مودى وحزبه بهاراتيا جاناتا، الذى يتفاخر منذ عام 2019 بنجاح سياساته الأمنية فى كشمير. وبحسب وكالة رويترز، يُنظر إلى هجوم الثلاثاء على أنه «انتكاسة» لما اعتبره مودى إنجازًا كبيرًا فى إلغاء الوضع الخاص الذى كانت تتمتع به ولاية جامو وكشمير، وإحلال السلام والتنمية فى المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.. وعلى وقع هذا التصعيد ارتفعت التحذيرات الدولية من انزلاق الأوضاع لمواجهة عسكرية مباشرة بلا خطوط حمراء، ويحذر عدد من المراقبين والمحللين من أن الحظ الذى جنب المنطقة كارثة فى 2019، قد لا يتكرر. فهذه المرة التطورات أكثر خطورة والنظام العالمى متصدع. ووسط هذا التصعيد ترتفع المخاوف من الانزلاق ال حرب نووية حيث يُعتقد أن الهندوباكستان تمتلكان فى المجمل ما بين 300 و400 رأس نووى «يتقاسمها البلدان بالتساوى تقريبًا»، معظمها من القنابل الانشطارية مع بعض الأسلحة الهيدروجينية.