لطالما أثارت فترات الانسحاب المصري من سيناء عامي 1956 و1967 تساؤلات كثيرة حول الأسباب الحقيقية وراء تلك القرارات المصيرية. ورغم الاختلاف الكبير في السياقات، إلا أن كلا الانسحابين جاء نتيجة اعتبارات سياسية وعسكرية معقدة، تجاوزت أحيانًا موازين القوى الميدانية. بوابة أخبار اليوم تنقل الرواية من لسان القيادة العسكرية في لقاء خاص مع اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، أوضح أن انسحاب عام 1956 خلال العدوان الثلاثي (الفرنسي–البريطاني–الإسرائيلي) جاء بعد دراسة موقف ميداني شديد الحساسية. حينها، بعد أن هاجمت إسرائيل سيناء يوم 29 أكتوبر، بدأت بريطانيا وفرنسا في قصف قناة السويس من الغرب، ما وضع الجيش المصري في وضع ميداني حرج بين جبهتين. ونتيجة لذلك، صدرت الأوامر بانسحاب القوات من سيناء للدفاع عن القناة، والتي كانت هدف العدوان الرئيسي. 1967: الانسحاب قبل رؤية العدو و اشار اللواء نصر سالم انه فى نكسة يونيو 1967، فقد كان الانسحاب المصري مأساويًا بكل المقاييس. فقد صدرت أوامر انسحاب مبكرة للجيش المصري قبل أن يرى الجنود العدو وجهًا لوجه، ما اعتُبر أكبر خطأ استراتيجي في تاريخ العسكرية الحديثة. الانسحاب السريع أدى إلى فقدان كامل سيناء خلال أيام معدودة، وسط ظروف صعبة وقرارات سياسية غير مدروسة. دروس الماضي... أساس التخطيط العسكري الحديث أكد نصر سالم أن هذه التجارب القاسية شكّلت وعيًا جديدًا لدى المؤسسة العسكرية المصرية، وأدت إلى بناء عقيدة قتالية جديدة ترتكز على الثبات والردع، وهي ما مهدت لاحقًا لانتصار أكتوبر 1973 واستعادة الأرض بالدم والتخطيط.