في ظل تفشي كبير لمرض الحصبة في الولاياتالمتحدة، ووسط انتشار مستمر للمعلومات المضللة عن اللقاحات وتقليص الميزانيات المخصصة للبرامج الصحية العامة، أعلن مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية (CIDRAP) التابع لجامعة مينيسوتا عن إطلاق مشروع "نزاهة اللقاحات"، الذي يهدف إلى ضمان الاستخدام الآمن للقاحات في الولاياتالمتحدة. اقرأ أيضًا| هل يؤثر إلغاء اجتماع FDA بشأن لقاح الإنفلونزا على حماية الموسم المقبل؟ تم تمويل المشروع بتبرع غير مشروط قيمته 240,000 دولار أمريكي من مؤسسة "ألومبرا"، التي أسستها المليارديرة كريستي والتون، ويقوده لجنة توجيهية مكونة من ثمانية خبراء في مجال الصحة العامة والسياسات من مختلف أنحاء البلاد. اقرأ أيضًا| لقاح RSV يحقق نتائج مبشرة: 80% فعالية في حماية كبار السن من العدوى وقال مايكل أوستيرهولم، مدير مركز CIDRAP: "يقر هذا المشروع بالواقع المؤسف، وهو أن النظام الذي اعتمدنا عليه لتقديم توصيات اللقاحات ومراجعة بيانات الأمان والفعالية يواجه تهديدات". وأضاف: "من الحكمة تقييم ما إذا كانت هناك حاجة لأنشطة مستقلة لتحل مكانه وكيف يمكن للمنظمات غير الحكومية أن تواصل تقديم معلومات علمية مبنية على الأدلة للجمهور الأمريكي". تركيز على تعزيز حماية اللقاحات: ستترأس اللجنة التوجيهية للمشروع مارغريت هامبورغ، المديرة السابقة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) والرئيس المشارك الحالي لشراكة الأكاديميات، وهارفي فينبرغ، الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للطب والرئيس الحالي لمؤسسة جوردون وبيتي مور. ستعمل اللجنة على تقديم توصيات حول كيفية دعم المنظمات غير الحكومية مثل CIDRAP لضمان بقاء استخدام اللقاحات قائمًا على أفضل العلوم المتاحة، بعيدة عن التأثيرات الخارجية، ومركّزة على تعزيز حماية الأفراد والعائلات والمجتمعات ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. اقرأ أيضًا| لقاح الإنفلونزا.. فعّال بنسبة 50% في الوقاية من الأمراض بين الأطفال على مدار ثلاث جلسات لجمع المعلومات خلال الأشهر الأربعة المقبلة، سيشرك مشروع "نزاهة اللقاحات" جمعيات طبية محترفة، منظمات صحية عامة، مسؤولي الصحة العامة في الولايات، الشركات المصنعة للقاحات، الخبراء الأكاديميين في الطب والصحة العامة، شركات التأمين الصحي، أنظمة الرعاية الصحية، الصيدليات، الخبراء في وسائل الإعلام الصحية، وواضعي السياسات. ستساعد المناقشات في تحديد نطاق المشروع، معايير العضوية، والعوامل التشغيلية مثل القضايا ذات الأولوية، قنوات الاتصال الفعّالة والآليات لتفعيلها وإيقافها. اقرأ أيضًا| لقاح الإنفلونزا.. فعّال بنسبة 50% في الوقاية من الأمراض بين الأطفال استنادًا إلى ملاحظات المشاركين في الجلسات، قد يشمل مشروع "نزاهة اللقاحات" ما يلي: - إنشاء شبكة من الخبراء في الموضوعات الخاصة لتقييم اللقاحات وتطوير الإرشادات السريرية بناءً على مراجعات دقيقة وفي الوقت المناسب. - تعزيز قاعدة الأدلة من خلال تحديد الفجوات المعرفية وتوصية بإجراء دراسات لتحسين الأدلة والسياسات المتعلقة باللقاحات. - مراجعة قرارات الحكومة ورسائلها لتقديم معلومات واضحة ومدعومة بالأدلة عند الحاجة. سيقوم مركز CIDRAP بتقديم تحديثات دورية ونشر نتائج تقدم المشروع بعد اكتمال المناقشات. الحاجة إلى استجابة مبنية على الأدلة: رغم أن اللقاحات تخضع لاختبارات دقيقة في التجارب السريرية قبل التصريح والموافقة عليها في الولاياتالمتحدة، إلا أن هناك تزايدًا في الأصوات التي تشكك في سلامتها وفعاليتها، مما أسهم في انتشار المعلومات المضللة وفقدان الثقة بين الجمهور. اقرأ أيضًا| بعد إعاقتها الدائمة.. أمريكية ترفع دعوى قضائية ضد أسترازينيكا على سبيل المثال، هذا الأسبوع قدم مجموعة من ثمانية من أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب في ولاية مينيسوتا مشروع قانون مكتوب بواسطة مُعالج بالتنويم المغناطيسي من فلوريدا، والذي يصف العلاجات واللقاحات التي تعتمد على mRNA مثل لقاحات COVID-19 بأنها "أسلحة دمار شامل"، ويعاقب على استخدامها أو توزيعها بالسجن لمدة تصل إلى 20 عامًا. وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "KFF" مؤخرًا حول كيفية رؤيتهم لتفشي الحصبة السريع، فإن غالبية الأمريكيين على دراية بالتفشي، وعلى الرغم من أن أغلبهم واثقون في لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، إلا أن الشكوك الناجمة عن المعلومات المضللة ما زالت قائمة. اقرأ أيضًا| أول دعوى قضائية.. أمريكية تقاضي أسترازينكا بعد إصابتها بتلف الأعصاب وأضاف أوستيرهولم قائلاً: "هل هناك دور لمجموعة أخرى من الأفراد أو الهيئات للتعامل مع هذه القضايا؟". وأوضح أن هذا المشروع ليس بديلاً عن لجنة استشاريّة الممارسات المناعية (ACIP)، التي تقدم التوصيات بشأن اللقاحات لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).