كشفت دراسة حديثة عن تهديد محتمل لبقايا المضادات الحيوية في الأنهار والمحيطات، حيث أظهرت الأبحاث التي نُشرت في مجلة "PNAS Nexus" أن استخدام الإنسان للمضادات الحيوية قد يشكل تهديدًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا للمياه حول العالم. تشير الدراسة إلى أن بقايا المضادات الحيوية في البيئة، وتأثيرها على التنوع الميكروبي المائي والمقاومة للأدوية، أصبحت مصدر قلق متزايد لدى العلماء ومتخصصي الصحة العامة في السنوات الأخيرة. اقرأ أيضًا| يؤدي لإنشاء بكتيريا مضادة.. «الصحة» تحذر من سوء استخدام المضاد الحيوي كانت الأنظار في البداية موجهة إلى عمليات تصنيع المضادات الحيوية التي تُسهم في تلوث المياه المجاورة بسبب تصريف مياه الصرف الصناعي المحتوية على المضادات. إلا أن تأثير الاستهلاك البشري لهذه المضادات لا يقل أهمية، حيث لا يتم استقلاب جميع المضادات الحيوية التي يتناولها الإنسان، ما يجعل مياه الصرف من المنازل والمستشفيات مصدرًا آخر للتلوث. ورغم أن محطات معالجة المياه قادرة على إزالة بعض من هذه البقايا، فإنها لا تستطيع إزالة جميعها. تُظهر النمذجة التي تم تطويرها من قبل فريق بحثي من جامعة ماكغيل في مونتريال ومنظمة "وان هيلث تراست" أن هناك كميات كبيرة من المضادات الحيوية التي تنتهي في الأنهار والمحيطات سنويًا، وأن هذه المواد الكيميائية قد تشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا كبيرًا. اقرأ أيضًا| حكم استخدام قطرة العين ومحلول العدسات اللاصقة أثناء الصيام توقعات الدراسة تشير إلى أن حوالي 29,200 طن من المضادات الحيوية تُستهلك سنويًا حول العالم، ومن ثم يتم التخلص من حوالي 20,500 طن منها عبر الفضلات البشرية. من بين هذه الكمية، يصل حوالي 29% منها إلى المياه السطحية بعد معالجتها، بينما يصل 11% منها إلى المحيطات عبر الأنهار. أظهرت الدراسة أن الأنهار في الهند وباكستان وجنوب شرق آسيا هي الأكثر تضررًا من بقايا المضادات الحيوية، وأن هناك مناطق تحتوي على تركيزات عالية من هذه المواد قد تتجاوز الحد الآمن في حالات تدفق المياه المنخفضة. اقرأ أيضًا| أمل جديد في مواجهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية النتائج تؤكد ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول التأثيرات البيئية لبقايا المضادات الحيوية، خاصة في المناطق التي تشهد تركيزات عالية. كما تحث على تطوير خطط إدارة مياه الصرف الصحي في المناطق المتأثرة، وتطبيق ممارسات صحية أفضل لضمان الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية.