منذ نعومة الأظافر، يقف الإنسان طفلاً يطرح أسئلة عن وجود الله، فيتلقى إجابات مبسطة ثم يكبر لتتشكل تصورات أكبر وأوضح أساسها أن «الله.. أكبر من أن تستوعبه عقولنا».. فالعلم بالله أكبر من أن يحيط به العقل البشرى المحدود المخلوق، وكذلك، فإن العلم بالخالق أوسع وأشمل من أن تحتويه الأديان والرسالات السماوية نفسها.. فى كتابه «المعرفة والمقدس»، الصادر سنة 1981 لدار النشر «Edinburgh University Press»، يفتح الكاتب سيد حسين نصر الباب على مصراعيه أمام ما يزيح الضيق من الصدور ويخاطب العقل والقلب بأدلة وجود الله، فالخالق لم يخبرنا بكل شىء عن نفسه سبحانه فى رسالاته المتتابعة بل اختار أن يخبرنا ببعض الأشياء. أما النور الذى يشع من القرب الإلهى بعبده ولعبده، يقذفه سبحانه فى قلب من يشاء ويختار من عباده ليطلعه على جانب من الحقيقة، وليس الحقيقة كلها.. فعقولنا لا قبل لها بمعرفة الحقيقة المطلقة أو ما يسمى ب العلم المقدس، ومع ذلك فالسعى لها واجب على كل من كان له قلب. اقرأ أيضًا | استمرار حرائق الغابات قرب القدس.. ونتنياهو يستغيث يقدم هذا الكتاب سبيلاً لإعادة النظر فى أبسط الموجودات والمسلمات فى حياة الإنسان، وكذلك سبيلا لاستدعائه من العالم المادى الذى كاد يطغى على روحه وينسيه وجودها. كما يقدم له الدليل على سموه، بشكل طبيعى وفطرى.. كتاب بمثابة دعوة مفتوحة لتجديد الإيمان بالله الخالق بالغيب حتى يزول الحجاب ونلقاه بعين اليقين.