الخامس والعشرون من شهر أبريل، ذكرى تحرير سيناء، يوم استردت فيه مصر أرضها الغالية بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء باستثناء مدينة طابا التى احتفينا قبل أسابيع بذكرى استعادتها بالتحكيم الدولي فى 15 مارس 1989، حيث اكتمل التحرير مع رفع العلم المصري على طابا، التى تعد آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية، وهذه الأيام نحتفل بعيد تحرير سيناء وأيضًا بتطهيرها من الإرهاب أبطال القوات المُسلحة والشرطة، وأهلها الأبرار، لتخرج شمال سيناء من الظلام إلى النور، وتشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد. ◄ العقيد إسماعيل شيرين إسماعيل شيرين، عقيد في سلاح الفرسان بالقوات المسلحة المصرية، وهو أمير من أحفاد محمد على وابن عم الملك فؤاد، وهو آخر وزير حربية فى العهد الملكى قبل قيام ثورة يوليو 1952، عمل بالسلك الدبلوماسي، وكان أحد أسباب إثبات مصر لحقها في مدينة طابا بسبب شهادته ومستنداته، وقد اختار الملك فاروق إسماعيل شيرين سكرتيرا صحفيًا لمجلس الوزراء 1949، ويذكر له دوره فى التصديق على حكم عودة طابا إلى مصر، فبعد تقديم الفريق المصري ما لديه من وثائق وخرائط، فضلًا عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة، بما يدعم الحق المصرى، لكن المحكمة الدولية لم تكتفِ بذلك، وفتحت باب الشهود، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه، فتقدم إسماعيل شيرين متطوعا رغم أنه لم يكن قد طُلب للشهادة، حيث كانت سيرته قد طواها النسيان منذ خروجه من مصر بعد خلع الملك فاروق، ولكن الرجل تقدم للشهادة بدافع شخصى من نفسه، حيث إنه لم ينس أنه مصرى محب لها ومخلص لبلده وأحد ضباط الجيش المصري المخلصين. ◄ اقرأ أيضًا | ذكرى عيد تحرير سيناء| استعادة الأرض والكرامة.. ملحمة انتصار مصرية في المحافل الدولية وعندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على طابا، وكان مقر المحكمة في العاصمة السويسرية جنيف علم إسماعيل شيرين برفض إسرائيل عودة طابا وتمسك إسرائيل بأحقيتها، فتقدم شيرين من تلقاء نفسه إلى فريق التحكيم المصري عارضًا أن يدلى بشهادته أمام المحكمة، لكي يثبت أن طابا مصرية، وتلخصت شهادته فى أنه كان قائدًا للكتيبة المصرية فى مدينة «طابا»، وأن لديه فى أوراقه، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا -بالرغم من خصوصية الخطابات المتبادلة بينه وبين زوجته - إلا أنه لم يبخل بها على الوطن وعرضها على الفريق المصرى للتحكيم، وأعلن أن لديه ردودا على تلك الخطابات أرسلت إليه فى «طابا»، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك، إضافة إلى أن لديه بعض الصور مع بعض وحدات أفراد الجيش المصرى يرتدون الطربوش المصرى فى طابا، ورحب الفريق به شاهدًا، وقبلت به المحكمة، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى مدينة طابا.