«المرضى».. كائنات حية، عاشت ماضيها، وتعيش حاضرها، غطاء الكائن البشرى هو اللحم والعظم وأوعية الدم والجهاز العصبى، جوهر الماضى والحاضر، هو معاناة الإنسان أولا وقبل كل شىء الحياة جميلة، بقدر ما هى قاسية. حزمة من الضوء تلقيها فى أعماقنا تفجر فينا ينابيع شهوة الحياة أمن وأمان عالم مسموعة، أو تكتمها، وتكتوى بها، ونلوذ بالصمت تظل حزمة الضوء وحزمة المتاعب تتلاحقان تحت جلودنا إلى أن تجد إحداهما الفرصة المواتية، وتخترق الكساء الخارجى، وتسيطر على الجسم النابض بالحياة، وتطرحه فى فراش المرض. ■ ■ ■ هبوط حاد فى كفاءة عضلة القلب من 70٪ إلى 30٪ فى أقل من أسبوع ورفرفة أذنية حادة ونتائج تحاليل وإشاعات متناقضة يليها تشخيصات وعلاجات متناقضة، فكان السقوط وننادى على الأطباء! هذا الطبيب مشغول، لن يأتى لإنقاذ المريض على الفور، معذور هذا الطبيب، طبيب آخر، ندق له جرس التليفون، فلا يرد، لعله معذور كذلك، وثالث يأتى، كما لو كان مفتش رياضة بدنية، وأقرب الأشياء إليه، أصابعه العارية، وسماعته، ودفتر الروشتات! وكل المرضى عند هذا الطبيب كلهم مرضى، لماذا يكونون غير هذا؟ إنهم يا سيدى، عوالم يختلف كل واحد منهم عن الآخر، الدقائق التى تقضيها فى فحص المريض، تكررت منك آلاف المرات بلا تغيير ، ما كنت تفعله وأنت خريج حديث تعيده الآن يا للغرابة؟ دفتر الروشتات، تطبع منه المئات من قائمة العقاقير، التى توصى بها للعلاج.. ■ ■ ■ فى كل مرة أذهب إلى الطبيب يكرر نفس العبارة «إنت مابتجيش إلا وانت خلصان»، وأكرر نفس «ابتسامة الموناليزا» على طريقة فؤاد المهندس، يكرر هو الأسئلة الفائضة، وأكرّر أنا نفس الإجابات المملة من نظرات عينيه، أعرف أنه يلعن خاشى وخاش الساعة إللى عرفت رجلى الطريق لعيادته، أسوأ مريض يمكن أن يتعامل معه فلا سماع للتعليمات ولا استكمال للعلاج للنهاية وفوق ذلك صديق لايستغنى عنه، لكنه يبدو ضجراً، فلا مراجعين على المقاعد الخارجية، وساعات مناوبته فى المستشفى طويلة مثل ليل المريض، يسأل وهو يطالع ملفى على الكمبيوتر أمامه، لكن الإجابات تؤلمنى، تذكرنى بحادثة قديمة فقدت فيها شيئا منى من سنوات طويلة، ومشاهد تعيسة بسبب أسئلته الأخرى التى طرأت أثناء الكشف، غير مكترث بما استجد بى من ألم. هذه المرة لم يعد أمامى إلا السكون والاستسلام التام، لكل ما يقوله الطبيب، فبعد الثلاثة الشهور الماضية التى تعرضت لأزمة صحية عنيفة وتطلبت اللجوء إلى أكثر من طبيب ومؤسسة علاجية لها أساميها المعتبرة فى المجال الطبى، كانت خطوة التصحيح التى تأخرت كثيرا، وجاء اللواء الطبيب عاطف إمام رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة المركز الطبى لسكك حديد مصر النابغة الجليل رئيس المجلس الطبى العسكرى ومعه النجوم التى تتلألأ فى سماء المركز الطبى، الأستاذ الدكتور عمرو عبدالكريم مدير المستشفى والفاضلة وشعلة النشاط التى لا تتوقف الدكتورة رشا إبراهيم مدير التعاقدات فى المركز وتتحمل الكثير والكثير. المركز الذى يشهد - بتوجيه من الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة - طفرة غير مسبوقة فى تقديم مختلف أنواع الرعاية الطبية المتميزة وصلت لإجراء كافة عمليات الجراحة مثل جراحات القلب والصدر والمناظير والمخ والأعصاب/القسطرة القلبية التى تم تدعيمها بأحدث الأجهزة لضمان تقديم كافة أنواع الرعاية الطبية سواء للهيئات والشركات التابعة لوزارة النقل أو التعاقدات التى أبرمتها مع شركات خارج وزارة النقل سواء شركات قطاع عام أو خاص.. لقد أصبح أحد المراكز الطبية العلمية المتقدمة وهو يقوم بتدريب أطباء الزمالة المصرية واعتماده كأحد المراكز التى تصلح للتدريب نظرا لمكانته العلمية المتميزة وبعض الجامعات تقدمت لاتخاذه مركزا لتدريب طلبة الامتياز للتدريب فيه والتعاقد مع عدد كبير من الأساتذة الاستشاريين المتخصصين فى الجراحات الدقيقة وهو ما حدث معى بالفعل وخلال ساعات من حدوث أزمتى الصحية الصعبة التى مررت بها.. ■ ■ ■ شكرا.. لكل طبيب مش قادر فيكم يفرك عيونه، ولكل صيدلى بيشتغل من طلعتها لغيبتها، وممرضات لا تساوى كل كلام التقدير والاحترام العظيم الدكتور أحمد أحمد عبده أستاذ الجراحة.. دكتور خالد سمير.. دكتور إسلام شعبان.. دكتورة آية.. الجميل عقلا وقلبا محمود سعيد هو وكل زملائه الجُمال مثله فى الرعاية الفائقة للقلب.. والحكاية الجميلة بندر أحمد ابن اليمن الذى تجاوز معى صيغة المعالج والمريض إلى صيغة إنسانية عربية جميلة، شكرا مس نادية طه رئيسة هيئة التمريض.. مس إلهام مرسى مشرفة قسم الجراحة وزميلها صالح عبدالمحسن.. يحيى عطالله.. محمود الشاطر.. ندى بليغ.. محمد صالح.. صابرين سيد أنتم وكل زملاءكم، اكحل عينى بتراب اقدامكم. وبحبكم.. بحبكم.. بحبكم.. بحبكم..