نحتفل غداً بالذكرى الثالثة والأربعين لعيد تحرير سيناء، حيث يخلد يوم 25 إبريل استكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء عام 1982 ورفع العلم المصرى على أرضها بعد احتلال دام 15 عاما منذ 1967. هذا اليوم يمثل رمزا لوحدة المصريين فى مواجهة التحديات، ويؤكد على قدرة الدولة المصرية على استرداد حقوقها بكافة الوسائل، سواء بالسلاح أو بالدبلوماسية، فهو يوم استعادة الأرض والكرامة، يوم يجعلنا نجدد العهد بالحفاظ على تراب الوطن.. وفيه نحيى أرواح الشهداء، ونجدد الوعد بأن تبقى مصر دائما فوق الجميع حرة أبية، قوية. تحرير سيناء جاء نتيجة حرب شرسة خاضها المصريون على أكثر من جبهة، والبداية كانت بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 عندما قرر الجيش المصرى كسر حاجز الهزيمة واستعادة الكرامة، فكان النصر، فى معركة أعادت الثقة للأمة كلها، ثم تلا ذلك مسار طويل من التفاوض السياسى والدبلوماسى، انتهى بتوقيع معاهدة السلام، واستعادة سيناء. سيناء رمز للكرامة، ومعنى للانتماء، أرض البطولات والتضحيات، الأرض التى ارتوت بدماء الشهداء فى معارك التحرير، أرض الملاحم الوطنية، فهى لها من الأهمية البالغة عند المصريين، من حيث التاريخ والموقع الجغرافى الذى يجعلها حاجزا استراتيجيا يحمى قلب مصر، وهى الرابط بين آسيا وإفريقيا، والبوابة الشرقية التى تصدت لكل معتد، هى أرض البركة بمرور الأنبياء، وتجلى الله على سيدنا موسى عليه السلام فى طور سيناء، هى أرض العبر والدروس، فتحرير سيناء يؤكد أن السلام لا يقل شجاعة عن الحرب وأن الحقوق لا تضيع ما دام هناك من يطالب بها، وأن الوطن يستحق التضحية بالغالى والنفيس، حيث أثبتت مصر أن القوة لا تكمن فى السلاح فقط، بل فى الإرادة والعزيمة والقدرة على الصبر والمواجهة بشرف. ولأهمية سيناء كان التوجه إلى تنميتها وربطها بالوطن الأم.. حيث شهدت فى الأعوام الماضية تنمية شاملة، على كافة المستويات فكانت فى قلب خطط التنمية، لتتحول من ساحة معارك إلى أرض للسلام والإنتاج والأمل. ولتبقى سيناء الحرة جزءا نابضا من قلب الوطن، وتبقى مصر عزيزة وشعبها فى أمان وسلام.