في ضوء واقعة غريبة تم توثيقها بعدسات الهواتف المحمولة وتداولها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر 5 شباب في حالة فقدان وعي وتيه، تبين لاحقًا أنهم تحت تأثير استنشاق مادة "الكلة"، المستخدمة في الأصل كمادة لاصقة للأحذية. اقرأ أيضًا| ضبط 8 عناصر إجرامية بحوزتهم 34 كيلو مخدرات ب«أسوان ودمياط» حدثت الواقعة بمحافظة القليوبية، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين الذين أقروا بتعاطي المادة المخدرة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. أكدت الدكتورة إيناس الجعفراوي، أستاذ الكيمياء الحيوية بقسم بحوث المخدرات في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم"، أن مادة "الكلة" تمثل خطرًا على الصحة العامة، مشيرة إلى أن استنشاقها يسبب تأثيرات سامة على وظائف الجسم الحيوية. اقرأ أيضًا| المؤبد وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا أوضحت أن مادة "الكلة" التي تستخدم في لاصق الأحذية، تحتوي على خليط من المذيبات العضوية مثل التولوين، والهيكسان، والأسيتون، وهي مركبات تحدث تلفًا مباشرًا في خلايا الدماغ وتؤثر على مستوى الوعي والذكاء، وقد تؤدي إلى الجلطات أو النزيف الدماغي ومن ثم الوفاة، في حالة استخدمها الخطأ. وتابعت: "في بحث ميداني حديث أجريناه على 22 حالة إصابة حادة بسبب استنشاق الكلة والبنزين، وجدنا ارتفاعًا في معدلات الدوبامين والنورأدرينالين في الدم، مع انخفاض كبير في هرمون السيروتونين، فضلًا عن تلف الحمض النووي وزيادة مؤشرات الالتهاب والخلايا الميتة، ما يؤكد التأثير السام والمباشر لهذه المواد على الجسم". وحذرت الجعفراوي من أن الاستخدام المتكرر للكلة، حتى في فترات قصيرة، قد يؤدي إلى الإدمان، مشيرة إلى أن من يتعاطاها خمس مرات في خمسة أيام يدخل في مرحلة الاعتماد الكامل. وأوضحت أن مادة "الكلة" لا تندرج ضمن جدول المخدرات، نظرًا لكونها ليست مادة مخدرة في الأساس، إذ تُستخدم في العديد من الصناعات والمنتجات اليومية، إلا أن إساءة استخدامها كمادة للاستنشاق قد تؤدي إلى كارثة صحية حقيقية. اقرأ أيضًا| حبس نجل الفنان عبد العزيز مخيون 6 أشهر وغرامة 10 آلاف جنيه بالبحيرة واختتمت حديثها قائلة: نحن بحاجة إلى نشر الوعي المجتمعي حول خطورة المواد المتطايرة، وتكثيف الجهود لحماية الشباب والمراهقين من الوقوع في فخ الإدمان السهل والرخيص، الذي يبدأ بلحظة فضول وقد ينتهي بمأساة حقيقية.