في ظل اهتمام متزايد بالنظافة الشخصية والصحة العامة، يبرز سؤال بسيط لكنه بالغ الأهمية: هل ارتداء الأحذية الخارجية داخل المنزل آمن؟ قد يبدو الأمر اعتياديًا، لكنه في الواقع يخفي خلفه مخاطر صحية كبيرة قد تطال جميع أفراد الأسرة، خصوصًا الأطفال والحيوانات الأليفة. كثيرون يظنون أن خلع الحذاء على باب المنزل مجرد عادة ثقافية أو تصرف نابع من حب الترتيب والنظافة، لكن الدراسات الحديثة تؤكد أن الأمر يتجاوز ذلك، إذ تبين أن الأحذية الخارجية تحمل معها مزيجًا من الجراثيم والمواد الكيميائية السامة، ما يجعل إدخالها إلى المنزل بمثابة دعوة غير مباشرة لمصادر التلوث والمخاطر الصحية، بحسب independent. ماذا تحمل الأحذية الخارجية إلى داخل منزلك؟ تشير الدراسات إلى أن نعل الحذاء يمكن أن يكون مرتعًا لآلاف أنواع البكتيريا والملوثات الكيميائية، ومن أبرزها: بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli): رُصدت في 27% من الأحذية بحسب دراسة من جامعة أريزونا، وقد تسبب هذه البكتيريا أمراضًا معوية خطيرة، خاصة لدى الأطفال. اقرأ ايضا|فن صناعة الأحذية.. الأسطى تادرس يكشف أسرار المهنة| فيديو بكتيريا المطثية العسيرة (C. difficile): المعروفة بتسببها في حالات إسهال مؤلم ومزمن. المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA): وهي "بكتيريا خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية وقد تُسبب التهابات خطيرة. المواد الكيميائية السامة: مثل مبيدات الأعشاب والآفات، ومركبات الرصاص والمعادن الثقيلة التي تؤثر سلبًا على التطور العقلي للأطفال. الأطفال والحيوانات الأليفة الفئة الأكثر عرضة للمخاطر يُمضي الأطفال وقتًا طويلاً على الأرض، زحفًا أو لعبًا، كما يميلون لوضع أيديهم في أفواههم، مما يزيد خطر التعرض للبكتيريا والمواد السامة، كذلك تلعق الحيوانات الأليفة أقدامها بعد المشي، مما يعرضها لتلك الملوثات. لحماية منزلك وصحة عائلتك، يُنصح باتباع الإجراءات التالية: إنشاء منطقة مخصصة لخلع الأحذية عند المدخل. توفير نعال داخلية نظيفة للضيوف. تنظيف الأرضيات بانتظام، خاصةً في حال ارتداء الأحذية داخل المنزل. بيت نظيف تساوي صحة أفضل خلع الحذاء عند باب المنزل ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو أحد أبسط وأقوى الخطوات الوقائية للحفاظ على صحة أسرتك ونظافة بيئتك الداخلية، فالمنزل يجب أن يكون ملاذًا آمنًا، لا امتدادًا للشوارع بكل ما تحمله من بكتيريا وسموم.