كان ولا يزال المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله، طوال الثمانية عشر شهرا الماضية التى استغرقها العدوان الاسرائيلى الغاشم واللاإنسانى المستمر ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وحتى الآن، مثيرا لموجة عارمة من الغضب والألم، وداعيا للاستنكار والرفض لعمليات القتل والدمار التى تمارسها قوات الاحتلال ضد النساء والأطفال والشيوخ وكل المواطنين العزل. ذلك المشهد كان ولا يزال كاشفا فى ذات الوقت، عن مدى الكذب والخداع الذى مارسته وتمارسه القوى الكبرى فى العالم، التى ظلت طوال الاعوام الماضية منذ منتصف القرن الماضى وحتى اليوم، تمارس الكذب العلنى على كل شعوب العالم، وتدعى أنها الحامى الأول لحقوق الانسان فى كل مكان، والمدافع الصلب عن حريات الشعوب وحقها فى تقرير المصير. وقد ثبت بالدليل الحى مخالفة هذه الادعاءات للحقيقة طوال الثمانية عشر شهرا التى استغرقها العدوان الاسرائيلى الاجرامى وحتى الآن، حيث كانت ولا تزال آلة القتل والدمار الاسرائيلية تمارس عملها الإجرامى فى هدم المنازل والمنشآت على رؤوس أهلها وسكانها فى غزة، وتقوم بتدمير البنية الاساسية، وتخريب ووأد كل صور الحياة فى القطاع، وممارسة حرب إبادة ضد شعب بأسره. حدث ذلك ومازال يحدث دون أن تتحرك القوى الكبرى والدول العظمى التى صدعت رؤوسنا ورؤوس العالم كله بدفاعها الوهمى والكاذب عن الحريات للشعوب وحقوق الانسان لكل البشر، ودون أن تحاول حتى وقف الجريمة والعدوان والابادة، وعمليات قتل النساء والاطفال المستمرة ليل نهار. رأينا وشاهدنا هذه القوى وهى تقف ساكنة فى موقف المتفرج، بل والمبارك بكل وقاحة وفجاجة لما تقوم به إسرائيل من قتل ودمار وإبادة للشعب الفلسطينى. ورأينا وشاهدنا هذه القوى تتبارى وتتسابق فى الدفاع عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها،..، وذلك دون خجل بل فى صفاقة ووقاحة فاضحة ومخزية. وهكذا كانت ولا تزال الثمانية عشر شهرا الماضية كاشفة لحقيقة موقف تلك القوى تجاه حقوق الانسان وحريات الشعوب ومبينة لمدى الكذب والخداع الذى مارسته على كل شعوب العالم طوال السنوات الماضية وحتى الآن.