يا مثبت العقل والدين.. ليتكم تفيدونى وتقنعونى عن الفارق بين أن يتقدم رجال أثرياء لمساعدة أندية، وتحمل إنفاقها المالى، وفى مقدمته صفقات النجوم.. وبين أن نطور ذلك، ونجعله علناً وحلالاً بلالاً، بإطلاق مشروع تاريخى لخصخصة الأندية.. المدهش والغريب أن أمة لا إله إلا الله، تشكو وتصرخ وتستغيث من ضياع الأندية الشعبية، وانزلاقها إلى الدرك الأسفل، من جداول ترتيب وتصنيف المسابقات، وفى نفس الوقت نرفض الخصخصة التى هى مطبقة فعلياً عندنا فى مناحٍ اقتصادية أخري، وأشكال متنوعة لا تعطلها حساسية مزعومة وكاذبة بأننا نبيع الأرض.. هذا هراء مازال يعيش فى أدمغة الذين تقوقعوا، ومازالوا يعيشون فى القرن التاسع عشر.. وكأن المشجع الأهلاوى أو الزملكاوى سوف يصبح أجنبياً لو تقدم مستثمر خارجى واشترى أى من الناديين.. هل الأهلى والزمالك أكبر من اليونايتد والسيتى وكل الأندية فى الدوريات الأوروبية؟.. لماذا الخواجات المتطورون لا يعانون من هذه الحساسيات المفرطة والمتفذلكة، بينما نحن نبكى على الزمالك الذى تدهور، والإسماعيلى الذى يحتضر، والمصرى والاتحاد والمحلة التى تتساقط أوراقها.. لقد حولت الأفكار البليدة كرة القدم عندنا إلى سينما صامتة.. وسوق خلفى سفلى تتبعثر فيه مليارات غير مرئية.