«قطار التطوير يصل العتبة»، تحت هذا العنوان نشرت جريدتنا «الأخبار» أول أمس تحقيقاً مهماً، حول بدء تطوير الميدان الأشهر بمصر، وهو أمر لو تعلمون عظيم، تجول التحقيق الذى أجراه الزميلان شريف الزهيرى المتخصص بشئون العاصمة، ومحررة التحقيقات المتميزة هويدا أحمد، بين ملامح التطوير وآراء الخبراء والجهات المختلفة، وبجانب أهمية المضمون أسعدنى ترحيب الباعة الجائلين وأصحاب المحال بالتطوير،عكس ما جرى بمناطق أخرى، وهو نجاح لخطط الحكومة للتطوير. العتبة ليست مجرد ميدان مهم بقاهرة المعز، إنما صورة لتاريخها وملمح لحاضرها، بل ومؤشر لمستقبلها، فالعتبة التى بدأت زرقاء، ثم تحولت فى عهد الخديوى إسماعيل للعتبة الخضراء، كمؤشر لتجميل وتطوير القاهرة وقتها، تحولت بفعل فاعل، ولعقود إلى بؤرة عشوائية خطيرة، شوهت ليس فقط قلب العاصمة، بل وكل ملامح الجمال بوسطها، مثل حديقة الأزبكية، والمسارح والسينمات، والقاهرة التاريخية والفاطمية، التى أصبحت العتبة بئس المدخل لها جميعاً، ولكل ما يحيطها من معالم أثرية وثقافية وفنية، وأصبح الدخول للعتبة مغامرة لا تؤتمن بوائقها، وقبل حوالى 3 عقود، عندما تم إنشاء نفق الأزهر، وقيل إنه بداية لتطوير المنطقة وتحويلها للمشاة، وهو ما لم يتم، واستمرت العشوائية عنواناً للمنطقة، مع مخاطر الحرائق، ومشاجرات بضحايا، وزحام وحوادث، وغيرها.. واستمر الوضع من سيئ لأسوأ، والكل يعلم أن وسط القاهرة بأكمله الميت إكلينكياً، وإنقاذه يبدأ من العتبة، متصورين أن تطويرها مستحيل، وها هو المستحيل سيتحول بإذن الله لواقع. إن وسط البلد بعواصم الدول أهم مناطقها سياحياً وتجارياً وثقافياً وفنياً، والعتبة بها بذور راسخة لكل ذلك، فقط كانت تنتظر جرأة القرار وشجاعة التنفيذ، وهو ما يتم.. يا سادة إن تطوير العتبة تغيير لعنوان القاهرة الكبرى برمتها، وتطويرها يضمن رواجاً تجارياً وإقبالاً سياحياً ومتنفساً لبسطاء وأثرياء العاصمة معاً، تبقى نقاط مهمة نرجو أن يراعيها التطوير، فخيراً فعلوا بتخصيص أماكن حضارية للباعة الجائلين، لكن مطلوب رقابة صارمة لأدائهم وسلوكهم مع رواد العتبة، وننتظر حلاً جذرياً جريئاً للورش والمخازن التى تمثل ألغاماً بالمنطقة، مع دور مهم لإظهار الوجه الحقيقى لمبانى العتبة وما حولها، التى تعد كنوزاً معمارية دفنتها العشوائية وغياب الرقابة.