محمد بركات يعد المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية مركزاً بحثياً يتمثل دوره في جمع وتوثيق التراث المسرحي المصري بكل عناصره، إلى جانب تسجيل ورصد كل الأنشطة المسرحية المعاصرة، بالإضافة إلى إصدار عدد من الدوريات المتخصصة في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية.. مؤخراً أصدر الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة قراراً بتعيين المخرج عادل حسان رئيسا للمركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ومنذ صدور هذا القرار وهو يبذل كل جهده لاستكمال تطوير المركز الذى بدأه رؤساءه السابقين، وتحقيق حلمه بتحويل المركز من الشكل التقليدي إلى شكل حديث ومتطور، من خلال التحويل الرقمى.."أخبار النجوم" التقت عادل حسان للتعرف على خطته للمركز خلال الفترة المقبلة، وكيفية توثيق التراث الفني، وكيفية جمع مقتنيات النجوم، كما يكشف حقيقة تقليص دور المركز وتخفيض اعتماداته المالية. كيف استقبلت قرار تكليفك برئاسة المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والاستعراضية؟ أنا سعيد جداً بقرار بتكليفى برئاسة المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وأشكر الدكتورأحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي ،وهشام عطوة رئيس البيت الفني للمسرح، على هذه الثقة الكبيرة، فالدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة لديه ملاحظات جعلته أسس لجنة لدراسة أوضاع المركز بشكل عام، وكنت أحد أعضاء هذه اللجنة قبل رئاسة المركز، واجتمعت اللجنة وخرجت بنتائج وتوصيات، وأمر الوزير بإستعادة المركز دوره، وقال لى "لديك كل الدعم من قبل وزارة الثقافة لاستعادة المركز مكانته، لتحقيق طموحاتنا وأحلامنا". هل تأخرت هذه الخطوة؟ بالعكس تماما لم يتأخر أى شئ، كل شئ تمنيته حصلت عليه، كان أهم شئ هو عملى كمخرج، وعلى المستوى الوظيفى لا أعتبر وجودى مرتبط بمنصب، أنا خريج معهد فنون مسرحية دفعة 2000، وفى عام 2009 توليت إدارة المركز الإعلامى بالبيت الفنى للمسرح الذى شرفت بتأسيسه وساهم بشكل كبير فى تواجد البيت الفنى إعلاميا، قبلها كنت أعمل فى الثقافة الجماهيرية، وفى 2017 توليت إدارة فرقة مسرح الشباب حتى 2021، ولم يكن فى خطتى أو طموحاتى إدارة مسرح الشباب، ثم صدر قرار بتيسير أعمال الإدارة العامة للمسرح فى الثقافة الجماهيرية بجانب عملي فى مسرح الشباب، وفى 2021 توليت إدارة فرقة مسرح الطليعة حتى فبراير الماضى، وكانت تجربة ثرية جداً، اكتسبت من هذه المحطات خبرة إدارية كبيرة، لأن كل مكان له طريقته ومنهجه وفلسفته، حتى توليت رئاسة المركز، أسير بخطى ثابتة وراض تماما عن ما وصلت إليه حتى هذه اللحظة. ماذا عن المحاور الرئيسية التى خرجت بها اللجنة؟ أولها أننا لا نتجاهل المحاورالرئيسية القائم عليها المركز وهو المسرح والموسيقى والفنون الشعبية والاستعراضية، من خلال التنسيق مع جميع الجهات فى وزارة الثقافة وخارجها لتواجد المركز فى جميع الأنشطة التى تتعلق بهذه المجالات الثلاثة، سواء باعتبار المركز بيت خبرة أو جهه استشارية، وفى نفس الوقت المركز يملك ذاكرة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية فى مصر، فيجب أن تكون هذه الذاكرة حقيقية ومتواكبة مع العصر، ثانيا المركز سينفتح على جميع الفنون المستقلة، والمراكز الثقافية المصرية والعربية والأجنبية، وعلى كل الجامعات والمدارس، ومع جميع الجهات التى ستتداخل مع نشاط المركز، سنعمل على رفع كفاءة جميع العاملين فى المحاور الثلاث، وإعاده تدريبهم وثقل خبراتهم، ليس فقط العاملين، ولكن لكل من يريد، أيضا سنعمل على توثيق كل ما يحدث فى مصر وتسجيله بالصوت والصورة، يمتلك المركز جميع الأجهزة والامكانيات، من وحدة مونتاج و وحدة كاميرات على أعلى مستوى، و وحدة صوت، قائم على هذه الوحدات مجموعة رائعة لديهم خبرة كبيرة، ومن الممكن دعمهم بخبرات من خارج المركز فى هذه التخصصات لتوثيق كل ما يحدث فى مصر. كيف يعمل المركز على توثيق التراث المسرحى؟ لدينا إدارة مهمتها توثيق التراث المسرحى والموسيقى والفنون الشعبية والاستعراضية، عبر جمع الأدلة من دار الكتب والوثائق ومركز الأهرام، ومن أهل الخبرة والعلم الموثوق فيهم، كما تهتم تلك الإدارة بحفظ صور فوتوغرافية للمقتنيات. ماذا عن خطتك لمتحف مقتنيات النجوم؟ لدينا مشروع مهم من قبل وزارة الثقافة وهو تحويل هذا المكان بالكامل إلى متحف، وليس قاعة فقط فى مقر المركز، وتنتقل الإدارة فى مبنى إدارى، فلا يصح أن يكون تراثنا متواجد فقط فى هذه المساحة المتواضعة، والباقى ليس له مكان لعرضه للجمهور، وسنعمل على تطوير باقى أدوار المركز حتى يستوعب أكبر عدد ممكن من الزوار من جميع الفئات، لأن المتحف يتردد عليه زوار من الدول العربية والأجنبية، المتحف سيتكون من 3 أدوار، دور للمسرح ودور للموسيقى ودور للفنون الشعبية والاستعراضية، فى نفس الوقت المتحف ليس عبارة عن صناديق زجاجية لعرض المقتنيات، بل لدينا شاشات لمشاهدة التراث لكى نسمع ونشاهد، وهناك قناة اتصال مع كل الفنانين وأسر الفنانين الراحلين، لضم مقتنيات جديدة، وخلال أيام سيتم عمل اجتماع مع أبناء الفنانين وجمعية أبناء الفنانين فى مصر، وهم طول الوقت يدعمون المركز بالمقتنيات، وخلال الفترة القادمة سيضم المركز مقتنيات جديدة لبعض النجوم إلى جانب الموحودة حاليا حتى تعرف الأجيال الجديدة هؤلاء النجوم الكبار. وماذا عن خطة المركز خلال الفترة القادمة ؟ المركز هو المسئول عن توثيق كل ما هو خاص بالمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، من أدوات مساعدة للباحثين، أدوات مساعدة للتاريخ، نجح المركز القومى للمسرح خلال الفترة الأخيرة فى تطوير أدواته، وتقوية العلاقة بينه وبين الفنانين والحركة المسرحية بشكل عام، ليصبح مركزًا بحثيًا توثيقيًا فى المقام الأول، ويتم الآن تصوير كل عروض البيت الفني للمسرح وقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وتغطية فعاليات المهرجانات التي ستنطلق خلال الفترة المقبلة، ونقوم بتوثيق كل ما يخص الحركة المسرحية من ندوات و ورش فنية مصاحبة لكل المسرحيات بشكل شهرى، كما يقوم بتوثيق المطبوعات ونشرها، وسيقدم المركز دراسة نقدية لمناقشة العروض المسرحية، كما يقدم حفلات موسيقية مع كل المناسبات الوطنية، أيضا نقوم بإعداد وإنتاج بعض الأفلام التسجيلية التي تستعرض السير الذاتية والفنية لرواد ورموز المسرح المصرى، كما يعمل المركز على رقمنة النصوص التراثية الموجود به لحفظه من التلف وإتاحته للدارسين والباحثين والمهتمين بفنون المسرح والموسيقى والفنون الشعبية بما فيها من كنوز فنية، وسنبدأ هذه الاحتفالات بإقامة حفل بمناسبة اليوم العالمى للفن، وتوثيق فعاليات نوادى المسرح بالتعاون مع الثقافة الجماهيرية وهيئة قصورالثقافة. هل البحث المسرحى يركز على التراث يشكل أكبر من الواقع الحالى؟ تراثنا له أهمية كبرى، فلا حاضر بلا ماض، ولا مستقبل بلا حاضر وماض، ولا يمكننا أن نصدر مسرحنا الحالى للعالم دون أن نكون مدركين تاريخنا، خاصة أن لدينا تاريخًا عريضًا فى المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بل فى جميع الفنون ويستحق أن نسجله ونفتخر به، لأن الوقت الحالى بعد سنوات سيكون تراث، فظلا يمكن تجاهل اللحظة الحالية حتى لا نظلم الأجيال الحالية لمعرفة تاريخ مصر ونفقد فترة فى الذاكرة، نبحث حاليا فى كل ما يوجد لدينا، حتى نعمل على جمع غير الموجود من خلال الاستعانة بجهات الانتاج المختلفة، وتلقينا دعم كبير من البيت الفنى والفنون الشعبية وأكاديمية الفنون، والجامعات والمدارس، ومهرجان إبداع بوزارة الشباب والرياضة، والمهرجانات التى يقيمها المسرح المدرسى والمهرجانات المستقلة. ماذا عن مشروع رقمنة وأرشفة العروض المسرحية سواء توثيق من خلال تسجيلات الفيديو أو النصوص النادرة التى لم تنشر؟ كما ذكرت يجب أن تكون ذاكرة المركز متواكبة مع العصر من خلال التواجد على الشبكة العنكبوتية والانترنت وفى السوشيال ميديا، كما سيكون لدينا "أبلكيشن" متطور يفيد الباحث ويسهل من عمليه البحث، سنتخلص من الطرق القديمة فى الحفظ والتوثيق، ففى 2007 أنشأ د. سامح مهران موقع مهم جداً للمركز القومى، ومع مرور الوقت ظل الموقع يتراجع حتى اختفى، سنعمل على استعادة هذا الموقع وتفعيله، لأن دور المركز فى الوقت القادم هو حفظ الذاكرة بشكل رقمى تماشيا مع جميع الهيئات والجهات فى الدولة، حاليا يقوم المركز بالتعاون مع مجلس الوزراء و وزارة الثقافة والاتصالات لبدء مشروع الرقمنة بشكل متطور جدا، وتم تجهيز المكان وتوفير الأجهزة المطلوبة من قبل الجهات المعنية، كما يسعى المركز إلى إطلاق مشروع توثيقى متكامل عن رموزنا المسرحية والموسيقية والفنون الشعبية والاستعراضية. هل سيكون للمركز دور فى تكثيف جهوده البحثية عبر إصدار دراسات تحليلية حول تطور المسرح ومدى تأثيره الاجتماعى والسياسى ودوره فى تفاعله مع الجمهور؟ سنعمل على انشاء مركز للاستشارات والتدريب، لإقامة كورسات و ورش، وعمل دبلومات مهنية، ولقى هذا المقترح ترحيب كبير من قبل وزارة الثقافة، كما أن المركز معنى بتطوير المسرح المدرسى فى مصر والمسرح الجامعى والمستقل. ما سبب تحويل المركز إلى إدارة عامة بعدما كان إدارة مركزية؟ مازال المركز يحمل اسم المركزية حتى لو كان إدارة عامة، هو فى النهاية اسمه المركز القومى للمسرح، الدرجة الوظيفية لا تؤثر بالتبعية على نشاط المركز، لأنه فى كل الاحوال يتبع قطاع المسرح سواء كان إدارة عامة أو إدارة مركزية، تغيير الدرجة الوظيفية أو المسمى الوظيفي لم يؤثر على أى شئ، النشاط كما هو. لماذا تم تقليص دور المركز وتخفيض اعتماداته المالية وتحويل جزء كبير منها إلى ميزانية البيت الفني للمسرح؟ لم يحدث ذلك، المركز جهة مستقلة بميزانية والعاملين به، لم يتم اقتطاع أى من ميزانيات المركز إطلاقا، حتى لو فرض أن هذه الميزانية غير كافية، عندما نطلب من قطاع المسرح الدعم، لا يتأخر، أيضا عندما نطلب تعزيز الميزانية من وزارة الثقافة لا ترفض، وزارة المالية عندما تجد مشروع حقيقى تقف بجانبه، ومنذ أن توليت المركز عندما أقوم بإرسال مذكرة لقطاع المسرح يصل الرد عليها فورا. ماذا عن طموحاتك التى تتمني تحقيقها للمركز؟ أن يكون المركز بجميع مشتملاته هو قبلة الفنانين فى مصر، ويكون ملتقى فنى لمحبى الفن والثقافة، وأن يتصدر المركز الحركة فى المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ويقوم بدوره الحقيقي فى ظل الدعم الكبير من قبل الدولة. اقرأ أيضا: صور.. «القومي للمسرح» يحتفل باليوم العالمي للفن