شهدت محافظة الإسماعيلية العديد من الحرائق في الأحياء الثلاث بعد أن أشعل الشباب َالصبية النيران في دمية اللنبي وإطارات السيارات القديمة. اقرأ أيضا | قافلة طبية تجري الكشف على 1130 مواطنًا بالإسماعيلية واقترن الاحتفال بشم النسيم في محافظة الإسماعيلية بحرق دمية ترمز للضابط إدموند هنري "ألنبي" أو كما يسميه الأهالي "اللمبي" المندوب السامي البريطاني خلال العقد الثاني من القرن الماضي، وهي عادة متوارثة لكنها باتت تمثل خطورة وعبئ على الأحياء والأجهزة الأمنية التي تعلن حالة الطوارئ في ليلة شم النسيم كل عام لمواجهة الحرائق التي يشعلها الصبية في مناطق سكنية مختلفة. الظاهرة التي يعتبرها البعض من ضمن احتفالات شم النسيم لكن في الأعوام الأخيرة خرجت عن السيطرة وأصبحت أزمة حقيقية بسبب أفعال الصبية، فبدلا من الاكتفاء بحرق دمية ترمز ل ألنبي فقط، تحول الأمر الي إشعال النار في إطارات السيارات، والتي ينبعث منها أدخنة سوداء كثيفة، تسبب أضرار كبيرة على صحة المواطنين خاصة كبار السن والمرضى ويصعب السيطرة عليها بشكل سريع بسبب مواد تصنيعها شديدة الاشتعال، تتزايد خطورة الأمر في إشعال الإطارات بالقرب من محولات الكهرباء وخطوط الغاز الطبيعي لكن تواجد قوات الحماية المدنية والإطفاء والتدخل السريع تم السيطرة على كافة الحرائق التي شهدتها المحافظة. مناشدة وتحذير رغم مناشدة اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية الأهالي خلال تقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد، وتحذير المواطنين أثناء حديثه لوسائل الإعلام من تلك الحرائق واضرارها على الممتلكات العامة والخاصة، إلا أن ذلك لم يلق استجابة وخرج الصبية والصغار يشعلون النيران في أكياس من القماش محشوة بمخلفات وقطع بالية من النسيج. خطة الأحياء والحماية المدنية استعدت إدارة الحماية المدنية والإطفاء والأحياء بالإسماعيلية ورجال الامن للتصدى بخطة طوارئ لمواجهة لتلك الظاهرة في أحياء المحافظة الثلاث، حيث أشعل الصبية الإطارات ودمي للنبي أو كما يعرفه الأهالي "باللمبي" في الشيخ زايد بحي ثالث، وسيطر رجال الحماية المدنية على الحرائق التي يشعلها مجموعات من الصبية بطريقة تخرج عن شكل الاحتفال وتصل للتخريب لا سيما أن بعض الحرائق كانت بجوار أكشاك الكهرباء وأخرى بالقرب من وحدات محابس خطوط الغاز الطبيعي. بلاغات في الأحياء الثلاث بينما تركزت الحرائق في حي السلام في نطاق حي ثان ، والتي شهدت شوارعها إحراق إطارات السيارات، وفي منطقة المحطة الجديدة بحي الأول، لتتلقى غرفة عمليات الحماية المدنية عدة بلاغات واستغاثات متتابعة من الأهالي بأماكن الحرائق لا سيما التي شهدت إشعال إطارات السيارات وأدخنتها الكثيفة والتي واجهتها فرق الحماية المدنية وسيطرت عليها دون حدوث خسائر. جمع إطارات السيارات خلال الأيام الماضية حزصت أحياء الإسماعيلية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية على شن حملات استهدفت جمع الإطارات القديمة لمنع حرقها، لم تسفر تلك الجهود عن جمع كل الإطارات بالتأكيد، لكنها قلصت أعدادها أمام الصبية، فضلا عن جمع التالف منها والملقي قي الطرقات وأمام ورش إصلاح السيارات. أصل الحكاية كان أهالى الإسماعيلية يحرصون على حرق اللنبي كل عام ليلة شم النسيم حيث يقوم شباب كل شارع أو منطقة بعمل مجسم على هيئة دمية على شكل صورة المندوب السامي البريطانى ويطلقون عليها اسم "اللمبي" ولم يكن حرق اللنبي من فراغ ولكن هناك سبب وقصة وراء ذلك. ايدموند أللمبي هو اسم المندوب السامي البريطانى الذي كان موجودا في مصر وقت الحرب العالمية، وقصة اللنبي تعود ثورة غضب من أهالي مدن القناة ضد المندوب السامي والاحتلال البريطانى فى مطلع القرن العشرين ، وحرص أهل مدن القناة على صنع دمية "اللمبى"تحريف لاسم المندوب السامى البريطانى اللورد ، "إدموند أللمبى"الذى كان معروف فى ذلك الوقت بظلمه وقسوته ضد المصريين ، وخاصة بعد قراره بنفى"سعد زغلول"لجزيرة مالطة عن طريق ميناء بورسعيد ، ومنع الأهالى لوداعه قبل نفيه وحدث إشتباكات بين الأهالى والقوات الإنجليزية ، وكان أهل مدن القناة يجوبون الشوارع مرددين الأغنية الشعبية"يا أللمبى يا بن حلمبوحة.. مين قالك تتجوز توحة.. دى حكايتك صبحت مفضوحة". ومن وقتها ظلت عادة إحراق اللمبي موروثا شعبيا يقوم به أهالى الإسماعيلية كل عام في أعياد الربيع ومؤخرا أصبحت الصورة تختلف لتكون على شكل دمى تمثل الطغاه والشخصيات المكروهة شعبياً.