بالأمس القريب احتفل المصريون بعيد الفطر المبارك الذى أعقب صيام شهر رمضان الكريم للمسلمين، وأمس احتفل المصريون بعيد القيامة المجيد الذى أعقب الصيام الكبير للإخوة الاقباط، واليوم يحتفل المصريون بيوم شم النسيم. كلها أعياد واحتفالات مصرية تؤكد روح الود والمحبة بين هذا الشعب الطيب على أرض مباركة طيبة اختصها الله سبحانه وتعالى بالأمن والأمان، ولو كره الكارهون. وكما قال سبحانه فى سورة يوسف «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» 99. هذه هى مصر التى احتار الاعداء فيها، وطمعوا فى أرضها، ولا يزالون! احتفالات المصريين تاريخية وأزلية، لا فرق فيها بين ديانة وأخرى. هذا الشعب الطيب على اختلاف دياناته يحتفل بكل الاعياد، هى احتفالات شكلت وجدان هذا الشعب العظيم. من هنا ارى انه لا يصح ان تقحم اى جهة شرعية او غير شرعية نفسها فى تحريم او تحليل احتفالات المصريين، وأجد غضاضة من إثارة اسئلة من نوعية تهنئة الاخوة لبعضهم البعض. هذا موروث تاريخى يدخل فى اطار السنة الحميدة المقبولة، وهذه مودة مجتمعية يتربى عليها الشعب منذ نعومة أظافره. ومن المؤلم ان اقرأ سؤالا الى دار الافتاء مثلا عن حكم الاحتفال بيوم شم النسيم؟! وتصل سخافة السؤال الى حكم التنزه فى هذا اليوم. كأنهم يريدون لنا ان نعيش يوما حزينا، نلطم فيه الوجوه! لكن الحمد لله ترد عليهم دار الافتاء برد مفحم: شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شىء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأى معتقدٍ ينافى الثوابت الإسلامية. يحتفل المصريون جميعًا فى هذا الموسم بحلول فصل الربيع، بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا. افرحوا وتمتعوا بأوقاتكم وأعيادكم، ولا تسمعوا لمن يريد إفساد حياتكم. كل عام وأنتم بخير. دعاء: اللهم احفظ مصر وشعبها وقائدها