الإسكندرية: محمد مجلي لحظات اليأس والإحباط من الأمور الصعبة التي تواجه أي انسان خلال مشوار حياته ولا سبيل أمام ذلك سوى محاولة تخطيها بكل إرادة حتى لا تكون سببًا فى تدمير حياته، فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، وثمة ارتباط قديم بين اليأس والعادات السيئة وهو ما دفع ربة منزل إلى اتخاذ قرار هو الأصعب فى حياتها قرار هو في حد ذاته جريمة بشعة لا يقبلها عقل ولا دين بأى حال من الأحوال؛ وهو التخلص من حياتها لكن الأصعب منه وقبل التخلص من حياتها هو إنهاء حياة طفليها هكذا بكل سهولة؛ قررت ان تلقى بهما من أعلى كوبرى بالإسكندرية وأن تقفز خلفهما لتضع حدًا زعمًا كما تقول المتهمة لإنهاء معاناتها مع الحياة، القصة لها تفاصيل مثيرة. شهدت محافظة الإسكندرية واقعة غريبة؛ حينما ألقت ربة منزل فى العقد الثالث من العمر طفليها الصغيرين من أعلى كوبري مشاة بمنطقة العامرية، غربي المحافظة، بينما أمسك بها المواطنون بعد أن حاولت القفز خلفهما بغرض إنهاء حياتها وحياة طفليها لتهرب من مشكلات وأزمات الحياة والديون التى لاحقتها وتطرح سؤالاً حول الأسباب التي دفعتها لإنهاء حياة ولديها الصغيرين دون أي ذنب لهما، ومع ذلك مهما كانت الأسباب فلا يوجد سبب لأم عاقلة راشدة أن تفعل ذلك. اقرأ أيضا: التحقيق مع صاحبة واقعة إلقاء طفليها من أعلى كوبرى بالإسكندرية مشهد مرعب بينما تشير عقارب الساعة إلى الثانية عشر ظهرًا وأمام المارة، تجولت سيدة فى العقد الرابع من العمر رفقة طفلين ولد وبنت وذلك أعلى كوبري مشاة بمنطقة العامرية على طريق الإسكندرية – القاهرة الصحراوي، حتى ظنت عدم متابعتها من المارة، فغافلت الجميع وحمل طفلها الأول "ذكر" وألقت به من أعلى فى نفس اللحظة وبذات الطريقة ألقت بها شقيقته ثم بدأت فى تسلق سور الكوبري بغرض القفز خلفهما من أجل أن تلحق بهما لكن تصادف مرور مجموعة من المواطنين الذين شاهدوا المشهد وسارعوا بإمساك المتهمة وحاول البعض الفتك بها بعد أن ألقت بالطفلين من أعلى الكوبرى وذلك قبل أن تعترف لهم بأنها والدة الطفلين الولد والبنت، لكنهم أمسكوا بها حتى حضر أحد رجال الأمن المكلف بحراسة أحد الأماكن القريبة وتحفظ عليها إلى حين وصول الشرطة. ونظرًا للظروف القهرية كما تقول وتدعى المتهمة - التي تعيشها وزعمها مرورها بحالة نفسية سيئة نتيجة تراكم الديون عليها وتخلي الأهل والأقارب عنها وعدم اهتمام الزوج والإنفاق على أولاده، بل وأنها فى صباح اليوم الذي قررت فيه التخلص من حياتها اكتشفت خيانة الزوج لها فكان دافعًا قويًا لها لاتخاذ قرار الانتحار وانهاء حياة أبنائها– هكذا بكل بساطة – لتتخلص هى من الظروف القاسية خاصة اذا ما لقيت مصرعها وتركتهما يواجهان مصيرهما المظلم! شهود عيان أفاد شهود عيان الواقعة ممن شاهدوا لحظة إلقاء الطفلين؛ بأن الأم فاجأت الجميع بحمل الولد ثم البنت وإلقائهما بنفس الطريقة من أعلى الكوبري وسط صراخ شديد من جانب الطفلين بينما صعدت الأم لأعلى استعدادًا للقفز لكن الأهالى أمسكوا بها ظنًا أنها ليست على علاقة بهما لكنها اكدت لهم أنهما طفليها، لافتين إلى أن المشهد كان صعبًا والصراخ يملأ المكان. بلاغ للأمن وتتوالى الأحداث مثيرة حين تلقى اللواء حسن عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطارًا من قسم شرطة العامرية ثان يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة من الأهالى يفيد بسقوط طفلين (ولد وبنت) من أعلى كوبري مشاة على طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط قسم شرطة العامرية أول رفقة سيارة إسعاف إلى موقع البلاغ؛ حيث تبين صحة الواقعة و عثر على طفلين ملقيين على الأرض أسفل كوبري مشاة العامرية بينما أفاد شهود العيان أنه تم منع الأم من القفز قبل ثوان معدودة من محاولة القفز. بفحص البلاغ تبين العثور على كل من الطفلة يسر وائل عطية عبد القوى 9 سنوات، وشقيقها الطفل محمود وائل عطية عبد القوى، 6 سنوات، مصابان بكسور ويرقدان فى مستشفى العامرية العام لتلقي العلاج، بينما جرى اقتياد الأم وتدعى (صفاء .أ .خ)، فى العقد الرابع من العمر، ربة منزل، إلى قسم شرطة العامرية لبدء التحقيق معها لمعرفة ملابسات الحادث والأسباب التي دفعتها لارتكاب الحادث وإلقاء طفلين من أعلى الكوبري وكادت أن تتسبب فى وفاتهما. تقرير المستشفى وأفاد التقرير الطبي الصادر عن المستشفى التي يرقد فيها كلا الطفلين لتلقى العلاج، حول الحالة الصحية لها نتيجة الحادث بأن الطفلة يسر مصابة بكسر فى اليد اليمنى والساق اليمنى حيث تبين سقوطها على الجانب الأيمن، كما تبين إصابتها بتورم فى العين اليمنى بالإضافة إلى جروح وكدمات متفرقة، بينما تبين اصابة الطفل بكسر فى الحوض بالإضافة إلى كسر فى كلتا قدميه وكذا كسر فى الفك والأنف وتورم بالوجه وجروح وكدمات متفرقة فى الجسد. التحقيقات جرى تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق فى الواقعة، إذ جرت التحقيقات برئاسة شريف الشافعي وكيل النائب العام، وتحت إشراف المستشار عمر كبسة، رئيس النيابة العامة، حيث أظهرت التحقيقات أن المتهمة ( صفاء) غادرت المنزل واصطحبت طفليها (يسر ومحمود) فى وضح النهار وما أن وصلت إلى كوبرى مشاة بمنطقة العامرية، غربي الإسكندرية، و الكائن على طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي، و بمجرد صعودها لأعلى الكوبري حملت الأم ابنها (محمود) وألقت به من أعلى إلى الشارع ثم كررت نفس الأمر مع الطفلة (يسر) ثم حاولت القفز من أعلى إلا أن المارة تمكنوا من اللحاق بها وأمسكوها وسط حالة من الصراخ. وأشارت التحريات، إلى أن الطفلين سقطا على الأرض وهما يصرخان من شدة الألم وأبلغ الأهالى ممن تصادف وجودهم بمكان الحادث الأمن والإسعاف التي حضرت إلى مقر البلاغ وتم التعامل مع الطفلين ونقلهما إلى المستشفى. وأمام نيابة العامرية ثان، وقفت الأمر باكية حيث اعترفت قائلة ؛ انا والدة الطفلين اللذين عثر عليهما ملقيان على الأرض أسفل كوبري مشاة العامرية، وأنا من ألقيتهما من أعلى وسبب إقدامى على ارتكاب الحادث هو مرورى بحالة نفسية ضيقة ألمت بى مؤخرًا بسبب معاناتى الحياتية وظروفى المادية الصعبة وعلاقتى مع زوجى وعدم إنفاقه علي وعلى أولادى. وواصلت الأم المتهمة خلال الإدلاء باعترافاتها؛ بأن الديون لاحقتنى من كل مكان وأصبحت مدينة لأشخاص كثيرين كنت قد وقعت لهم على إيصالات أمانة لحين سداد الديون المتراكمة علي، لكنى فشلت فى سداد المبلغ وأصبحت جميع الأبواب مغلقة لكنى تحملت مصاعب الحياة وقسوتها، فى ظل عدم وقوف الزوج إلى جوارى وعدم الانفاق علي. وأوضحت المتهمة؛ أنه صباح يوم الواقعة ساءت حالتى النفسية بصورة كبيرة بعد أن اكتشفت خيانة زوجى لى قبل أن أقدم على تنفيذ فكرتى؛ اذ تولدت لدى فكرة التخلص من حياتى والإقدام على الانتحار رفقة طفلاي حتى يتخلصان من مرار العيشة الصعبة وصعوبة الحياة وقسوتها بسبب تخلى الزوج عن واجباته، لافتة إلى أن الجميع تخلى عنى وأن زوجى لا يهتم بنا وأن أقاربى يكرهوننى ولا أحد يريد مساعدتى. من جانبها أصدرت النيابة قرارًا يقضى بحبسها لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق وطلب تحريات المباحث حول الواقعة وإرفاق التقرير الطبي عن حالة الطفلين المصابين مع طلب تقرير طبي عن الحالة النفسية للأم ومعرفة صحة أقوالها اذا ما كانت تعاني ظروفا نفسية وسماع أقوال شهود عيان الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة الموجود بمحيط مكان الحادث إن وجدت.