توفى أمس الجمعة الفنان الكوميدى القدير سليمان عيد عن عمر ناهز 64 عامًا، إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، وذلك بعد مسيرة فنية طويلة أثرت فى الساحة الفنية المصرية والعربية. قدم سليمان عيد مسيرة فنية حافلة بالأعمال التى تتجاوز 150 عملا ما بين الأفلام والمسرحيات والمسلسلات، حيث بدأ مشواره الفنى فى أواخر الثمانينيات، إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت عام 1992 من خلال فيلم الإرهاب والكباب»، الذى جمعه بالفنان عادل إمام وأصبح من أبرز أعماله الكوميدية. اقرأ أيضًا | نقابة الموسيقيين تنعي سليمان عيد قدّم العديد من الأفلام والمسلسلات التى رسّخت اسمه فى ذاكرة الجمهور العربي، كما ترك بصمة واضحة فى المسرح، ولكنه واحد من أهم الوجوه الحاضرة فى أعمال الزعيم عادل إمام مثل فيلم «طيور الظلام» (1995) واحد من أبرز أفلامه التى سلطت الضوء على السياسة والاجتماع، وقدم فيه دورًا لا يُنسى، «النوم فى العسل» (1996) وكان هذا الفيلم بمثابة نقطة فارقة فى مسيرته، حيث أظهر موهبته الكوميدية فى قالب جدي. شارك سليمان عيد فى انطلاقة جيل المضحكين الجدد ، فقدم مع محمد هنيدى أفلام «همام فى أمستردام» و»جاءنا البيان التالى» و»عسكر فى المعسكر» و»فول الصين العظيم»، كما قدم أيضاً «فيلم ثقافى» مع فتحى عبد الوهاب وأحمد عيد وأحمد رزق. وعلى مستوى الدراما التليفزيونية شارك فى عدد من الأعمال منها: حمادة عزو، مبروك جالك قلق، سلسال الدم، وكذلك مسلسل «راجل وست ستات». تميز سليمان عيد بقدرته على تجسيد الأدوار الكوميدية ببراعة، حيث كان دائمًا يضفى على الشخصية لمسة من المرح والفكاهة تميزها عن غيرها. هو من الفنانين الذين يمكنهم إضحاك الجمهور دون الحاجة للكثير من الحوار، وكان له قدرة فذة على استخدام تعابير الوجه والحركات الجسدية لإيصال رسالة كوميدية عميقة. لم يقتصر إبداعه على السينما والتليفزيون فقط، بل كان له حضور قوى على خشبة المسرح. قدّم عدة عروض مسرحية لاقت إعجابًا كبيرًا من الجمهور والنقاد، حيث اعتُبرت مسرحياته من أبرز أعمال الكوميديا التى تم تقديمها فى فترة التسعينيات والألفية الجديدة. برحيل سليمان عيد، تفقد الساحة الفنية المصرية أحد أبرز أعمدتها فى مجال الكوميديا. وكان الراحل أحد الفنانين الذين استطاعوا أن يجعلوا من الفن وسيلة لإسعاد الجمهور ونقلهم إلى عالم من الضحك والمرح، وستظل أعماله خالدة فى ذاكرة محبيه. نعى الراحل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعى العديد من النجوم والفنانين، الذين عبروا عن حزنهم لفقدان هذا الاسم الكبير. سليمان عيد ترك خلفه إرثًا فنيًا سيظل فى ذاكرة الجمهور، ومهما مر الزمان، فإن ضحكاته وأدواره الكوميدية ستظل حاضرة فى قلوب محبيه.