في تطور لافت على صعيد الملف السوري، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأهمية القصوى التي توليها موسكو للحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددا على ضرورة استقلالها الجغرافي. وجاء هذا التأكيد في سياق محادثات هامة جمعته بأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مما يعكس استمرار الحوار بين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الأزمة السورية. اقرأ ايضا| مصر تدعو لزيادة التبادل التجاري مع بولندا ووفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخلال مباحثاته مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عبر بوضوح عن الموقف الروسي الثابت تجاه سوريا. ونُقل عن بوتين قوله: "نرغب في القيام بكل ما يلزم لضمان بقاء سوريا دولة مستقلة وموحدة جغرافيًا". هذا التصريح يعيد التأكيد على الخطوط العريضة للسياسة الروسية في سوريا، والتي ترتكز على دعم الحكومة المركزية في دمشق وضمان عدم تفتيت البلاد. سياق المحادثات الروسية القطرية وتأتي هذه المحادثات في وقت تتشابك فيه الأدوار والمصالح في الساحة السورية. تُعتبر روسيا الحليف الاستراتيجي الأبرز للحكومة السورية، حيث قدمت لها دعماً عسكرياً وسياسياً حاسماً منذ تدخلها المباشر في عام 2015. في المقابل، كان لقطر دور مختلف في المراحل الأولى من النزاع، لكنها تحافظ على قنوات اتصال وتلعب دوراً في المشهد الدبلوماسي الإقليمي. لذا، فإن الحوار بين موسكو والدوحة حول سوريا يكتسب أهمية خاصة، كونه قد يفتح آفاقاً لتنسيق المواقف أو على الأقل فهم أعمق لوجهات النظر المتباينة حول سبل تحقيق الاستقرار في سوريا. التحديات أمام وحدة الأراضي السورية وعلى الرغم من التأكيدات الروسية، تواجه وحدة الأراضي السورية تحديات جمة على أرض الواقع. فالبلاد لا تزال تشهد حالة من التقسيم الفعلي، مع وجود مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومة المركزية في دمشق. تنتشر قوات أجنبية متعددة على الأراضي السورية، بما في ذلك القوات التركية في الشمال، والقوات الأمريكية في الشرق، بالإضافة إلى نفوذ إيراني وميليشيات متعددة، فضلاً عن الضربات الإسرائيلية المتكررة. هذا الواقع المعقد يجعل من مهمة الحفاظ على "وحدة سوريا الجغرافية" هدفاً صعب المنال يتطلب جهودا دبلوماسية وسياسية مكثفة وتوافقات دولية وإقليمية. الأهمية الاستراتيجية للموقف الروسي ويشكل تأكيد بوتين على وحدة سوريا وسيادتها رسالة موجهة لعدة أطراف، سواء داخل سوريا أو خارجها. فهو يجدد دعم موسكو لحليفها في دمشق، ويؤكد على رفض روسيا لأي مشاريع تقسيم أو فدرلة قد تطرحها أطراف أخرى. كما يعكس رغبة روسيا في الحفاظ على مكتسباتها الاستراتيجية في سوريا، والتي تعتبرها جزءاً أساسياً من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. ويبقى السؤال حول كيفية ترجمة هذه الرغبة إلى واقع ملموس في ظل التعقيدات الميدانية والسياسية المستمرة.