لا يكاد يمر ظهور للفنان محمد رمضان دون أن يثير الجدل، فهو معروف بأسلوبه الاستعراضي وحرصه الدائم على لفت الأنظار سواء بأعماله الفنية أو بإطلالاته الجريئة على المسرح، ومؤخرًا خطف الأنظار مجددًا خلال مشاركته في مهرجان "كوتشيلا" العالمي بكاليفورنيا، حيث ظهر بزي غير تقليدي أثار موجة من الانتقادات والتساؤلات، ورغم تباين الآراء بين من اعتبر ما فعله حرية فنية، ومن رأى فيه استعراضاً غير لائق، يبقى رمضان حديث الجمهور والنقاد. اقرأ أيضًا | محمد رمضان يثير الجدل بخلافه مع ترافيس سكوت حول مهرجان «كوتشيلا 2025» محمد رمضان في "كوتشيلا".. عرض فني أم أداء استعراضي؟ في واحدة من أبرز مشاركاته الدولية، صعد الفنان المصري محمد رمضان على مسرح مهرجان "كوتشيلا" في الولاياتالمتحدة، حيث قدم عرضًا موسيقيًا صاخبًا، صاحبه تفاعل لافت من الجمهور، لكنه لم يخلُ من الانتقادات بسبب اختياراته في الأزياء. رمضان ارتدى ثوباً ذهبياً مفتوحاً من الصدر، مع بنطال أسود ووشاح يحمل مفتاح الحياة المصري القديم، وهي إطلالة اعتبرها البعض تعبيرًا عن الهوية والثقافة، بينما رأى آخرون أنها مبالغ فيها وتشبه إلى حد كبير "أزياء الراقصات". الهوية الوطنية بين الحضور والإثارة بدأ رمضان عرضه بجملة "ثقة في الله نجاح" وسط تفاعل من الجمهور الذي رفع بعضه العلم المصري، ورغم هذه الروح الحماسية، رأى عدد من المتابعين أن هذه الإشارة الوطنية جاءت فقط لتغطي على استعراض بصري مبالغ فيه. وفي لحظة لافتة، أهدى رمضان سلسلة ذهبية كانت قد سقطت من عنقه لأحد المعجبين، ما أضفى على الحفل طابعاً شخصياً وإنسانياً بالنسبة للبعض، لكنه لم ينج من سهام النقد على مواقع التواصل، حيث وصفت الإطلالة بأنها "مستفزة" و"غير لائقة" بصورة الفنان المصري في محفل عالمي. الدكتور محمود محمد علام، الكاتب واستشاري الإرشاد النفسي والأسري، قدّم في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم" تحليلاً نفسياً لتصرفات «رمضان»، كاشفاً عن أبعاد أعمق قد تكون خلف هذه السلوكيات المتكررة. يرى «علام» أن هذا النوع من الإطلالات والسلوكيات قد يرتبط بشخصية استعراضية تسعى دومًا لجذب الانتباه، قائلاً: "الشخص الذي يسعى باستمرار لإثارة ردود فعل قوية من الجمهور قد يعكس هذا شعورًا داخليًا بالعجز أو نقص في تقديره لذاته، ويعتقد أنه بحاجة دائمة لإثبات نفسه ولفت الأنظار إليه بطريقة مبالغ فيها". وأضاف علام: "قد تكون هذه التصرفات نتيجة لرغبة داخلية في الشعور بالتميز والتفرد، وهي محاولة لتعويض عن تجارب سابقة ربما لم تمنحه ما يكفي من التقدير أو الحب، في بيئة تنافسية كالمجال الفني، يصبح لفت الأنظار أحيانًا أهم من تقديم إبداع حقيقي". الجدل وسيلة أم غاية؟ منذ بداية مشواره، ارتبط اسم محمد رمضان بالإثارة والجدل، سواء من خلال أغانيه أو إطلالاته وحتى تصريحاته، ومشاركته في مهرجان "كوتشيلا" جاءت امتدادًا لهذا المسار، حيث يبدو أن الفنان المصري يعتمد على ردود الفعل القوية كمحرك لاستمرار نجوميته. وصرح "رمضان" قبل الحفل عبر حسابه في "تيك توك"قائلاً: "حفلة أمريكا دي فرصة ليا ولجمهوري العربي، نثبت لأمريكا وللعالم صوتنا عالي قد إيه، يمكن ما أدخلش أمريكا تاني بعد الحفلة دي، بس الرسالة هنوصلها بالفن والموسيقى"، وهو ما يكشف عن إدراكه لأهمية الحدث كمنصة إعلامية قبل أن تكون فنية. إطلالة محمد رمضان في مهرجان "كوتشيلا" كانت أكثر من مجرد عرض غنائي، بل كانت ساحة جدل واسعة بين من يرى فيها تعبيرًا فنيًا جريئًا، ومن يعتبرها تصرفات استعراضية تعكس اضطرابات نفسية، كما أشار الدكتور محمود علام. وفي ظل استمرار رمضان في اختيار أساليب غير تقليدية للظهور، يظل التساؤل قائمًا: هل يسعى رمضان فعلاً لتقديم فن مختلف، أم أن لفت الأنظار أصبح غاية في حد ذاته؟ وبين التأييد والنقد، يبدو أن محمد رمضان سيبقى حاضرًا في قلب النقاشات الفنية والاجتماعية، ما دام يصر على خلط الفن بالإثارة.