في قلب المتحف الإسلامي داخل باحات المسجد الأقصى الشريف، تُعرض واحدة من أندر النسخ القرآنية في العالم الإسلامي، تعود إلى حقبة مبكرة من التاريخ الإسلامي. تكتسب هذه النسخة قدسية خاصة، ليس فقط لقدَمها، بل لأنها كُتبت بيد أحد أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، على جلد غزال وبخط كوفي فريد. تُعد هذه النسخة النادرة من المصحف الكوفي جوهرة ثمينة ضمن مقتنيات المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى، وتحمل قيمة دينية وتاريخية عظيمة، فقد ورد في نهايتها أن الكاتب هو الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، مما يمنحها مكانة استثنائية في التراث الإسلامي. كتبت هذه النسخة النفيسة بخط كوفي واضح بالحبر الأسود، واستخدمت في تشكيل حروفها وتنقيطها الطريقة التي وضعها العالم اللغوي أبو الأسود الدؤلي، وقد أُضيف هذا التشكيل في فترات لاحقة لتسهيل القراءة وضبط التلاوة. ما يميز هذه النسخة عن غيرها من المصاحف أنها استخدمت طريقة حساب الجُمّل بدلاً من ترقيم الآيات بالأرقام، حيث رُقّمت الآيات بالحروف العربية بطريقة فنية فريدة، كما زُيّنت بزخارف جمالية دقيقة، واستُخدم ماء الذهب في كتابتها، ما يضفي عليها هيبة وجمالاً لا مثيل لهما. اقرأ أيضا| حكايات| «حمالات المصحف الشريف».. تحفة فنية تحمي كتاب الله عبر الزمن الغلاف الخارجي للمصحف صُنع من جلد الغزال ونُقشت عليه بالذهب الآية الكريمة: «لا يمسّه إلا المطهّرون» كما زُيّنت الحروف بنقاط حمراء قامت مقام علامات التشكيل كالضمة والفتحة والكسرة والتنوين، ما يبرز دقة الصناعة وروعة الخط. هذه النسخة التاريخية لا تُعد مجرد مخطوطة دينية، بل تمثل إرثاً حضارياً يعكس مدى اهتمام المسلمين الأوائل بجمال الخط ودقة النسخ، ويُبرز مكانة المسجد الأقصى كمركز للعلم والقرآن عبر العصور.