"ياما في الحبس مظاليم".. مثل شعبي قديم له مدلوله في التراث الشعبي المصري، استمد مكانته بين مختلف الأمثال الشعبية من كثرة المواقف والوقائع التي كانت تحمل تجسيدا حرفيا لمعانيه، والتي بحكم العادة أيضا، لا تمر أبدا دون أن تحمل بين تفاصيلها قدرا لا بأس به من السخرية وسوء الحظ الشديد، الذي بدوره يوقع أبطال تلك المواقف في مرمى الشبهات ومحط الإتهامات، كتلك الواقعة التي نروي تفاصيلها خلال السطور التالية، والتي كانت بطلتها واحدة من أشهر نجمات السينما المصرية في زمنها الجميل، الفنانة الراحلة برلنتي عبد الحميد، بعد ان قادها حظها العسر لتتهم بالقتل في جريمة لم ترتكبها، وتقضي معها واحدة من أصعب المواقف التي مرت بها طيلة حياتها. روت الفنانة برلنتي عبدالحميد في تصريحات صحفية تفاصيل الواقعة التي حدثت معها خلال الاحتفال بعيد الربيع، حيث أوضحت أنها كانت حريصة في هذا التوقيت من كل عام على الاحتفال بقدوم أعياد الربيع خارج القاهرة، بالسفر إلى أي من محافظات مصر، بحثا عن الهدوء والراحة. إلا أنها هذه المرة لم تستطع السفر بسبب بعض الارتباطات، التي حرمتها من السفر، ومن ثم الاحتفال بقدوم الربيع بالقاهرة.. لكن ولسوء حظها قررت الخروج في الصباح الباكر يوم "شم النسيم"، إذ قادها القدر لتخوض تجربة وصفتها بأنها الأصعب عى الإطلاق، حيث استقلت سيارتها واتجهت مع أضواء الصباح الأولى نحو كورنيش النيل، وما أن اقتربت منه حتى فوجئت بشخص ملقى على الأرض وسط الطريق. وعلى الفور أوقفت سيارتها وأسرعت إليه مهرولة لنجدته، وهي لا تعلم ما يخبئه لها القدر، وما الكارثة التي ستقع عليها بعد لحظات من مغادرة السيارة. بالفعل اقتربت برلنتي من الشخص الملقى على الأرض، وحاولت مساعدته، إلا أنها وجدته جثة هامدة لا يتحرك.. لحظات ونجح المشهد في لفت أنظار عدد من المارة والمتواجدين بالمكان، حتى بدأ الناس في التجمع من حولها، ولم تمر بضع دقائق حاول خلالها الجمع إفاقة الرجل إلا وبدأت تتردد بعض الهمسات بين المارة والأشخاص المجتمعين من حولها، حملت استفسارات عن سبب تواجد الفنانة المشهورة بجوار هذا الرجل؛ ومع فشل محاولات إفاقة ذلك الشخص، أزداد الأمر سوء، وظن الجميع أن ذلك الشخص قد مات.. وتحولت الاستفسارات والتساؤلات إلى نظرات شك واتهامات للفنانة الشهيرة بأنها من صدمته بسيارتها، وبدأت تتعالى صيحات المجتمعين بعبارات الاتهام والتسبب في قتل الرجل. ورغم المحاولات المستميتة التي قامت بها برلنتي للدفاع عن نفسها، ومحاولة إقناعهم بأن لا شأن لها بما أصابه، وأنه وجدته على هذا الحال، إلا أن محاولتها باءت بالفشل، حتى فاجأها أحد المارين وهو يصرخ بوجهها قائلا: "اطلعي من دول إنتي اللي ضربتيه بعربيتك". لحظات وتم استدعاء الإسعاف وقوات الشرطة، التي بدورها تحفظت على الفنانة الشهرة، واقتادتها إلى قسم الشرطة، لتحرير محضر بالواقعة واستكمال التحقيقات. وعلى حد وصفها أكدت برلنتي أنها كادت تفقد وعيها من الصدمة، ومن سرعة تصاعد الأحداث بالموقف، إلى أن أنتهى بها الحال وهي تواجه إتهاما بالقتل. لكن الوضع لم يدم طويلا، ولم يستغرق سوى ساعات قليلة، حتى تم الكشف عن سر هذه الجريمة الغريبة، بعد نقل الشخص المصاب إلى المستشفى، حيث نجح الأطباء في إسعافه وإفاقته، وتبين لهم أنه تناول كمية كبيرة من الخمور، أفقدته وعيه بشكل تام، وأوصلته للحال الذي وجدته عليه الفنانة أثناء سيرها على الطريق. اقرأ أيضا: برلنتي عبد الحميد.. ملكة جمال «حي البغالة» وعمرها 11 سنة