شهدت العلاقات بين مصر وقطر تطوراً ملحوظاً وغير مسبوق فى السنوات الأخيرة، وذلك بفضل سلسلة من الزيارات المتبادلة بين القيادة السياسية فى البلدين، وتعد الزيارة الحالية التى يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة القطريةالدوحة خطوة مهمة فى تعزيز هذا التعاون الثنائى الذى يتسارع على جميع الأصعدة. كما شهدت العلاقات الثنائية بين القاهرةوالدوحة مؤخراً تطوراً غير مسبوق فى مختلف المجالات فى ظل الإرادة السياسية القوية والحرص المشترك من قيادتى البلدين على دفع هذه العلاقات إلى آفاق جديدة. اقرأ أيضًا | الرئيس السيسي يتوجه اليوم إلى الدوحة في مستهل جولة خليجية تشمل قطر والكويت وتأتى الزيارة الحالية للرئيس السيسى والتى تعد ثالث زيارة إلى دولة قطر الشقيقة بمثابة خطوة هامة نحو تأسيس شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين البلدين. فعلى مدار الثلاثة أعوام الماضية شهدت العلاقات المصرية القطرية نقلة نوعية ومزيداً من التقارب والتى بدأت بزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر الشقيقة إلى القاهرة فى يونيو 2022 تلتها زيارة الرئيس السيسى إلى الدوحة فى سبتمبر من نفس العام ثم مشاركته فى افتتاح كأس العالم لكرة القدم فى نوفمبر 2022، وشهد الثلث الأول من 2023 زيارة قام بها رئيس مجلس الوزراء إلى قطر فى نهاية فبراير 2023. واستمر التنامى فى العلاقات وتحقيق مزيد من التقارب بين مصر وقطر حيث شهد الثلث الأول من 2024 انعقاد اجتماعات الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة المصرية القطرية فى الدوحة، تلاها فى يوليو 2024 زيارة وزير الخارجية إلى الدوحة ولقائه مع أمير قطر ، وخلال الثلث الأخير قام الشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس الوزراء وزير خارجية دولة قطر بزيارة إلى القاهرة التقى خلالها مع الرئيس السيسى، أعقبها مشاركة رئيس مجلس الوزراء نيابة عن رئيس الجمهورية فى «منتدى الدوحة» فى الفترة من 7-8 ديسمبر 2024. كما شهدت العلاقات الثنائية فى بداية عام 2025 لقاء رئيس مجلس الوزراء مع رئيس وزراء وزير خارجية قطرعلى هامش انعقاد المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس بالإضافة إلى تبادل الزيارات على مستوى كبار المسئولين فى البلدين خلال الفترة الماضية لتعزيز العلاقات الثنائية. وعلى الصعيد الاقتصادى، تفتح زيارة الرئيس السيسى الحالية المجال أمام تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية من خلال تكثيف الاستثمارات المتبادلة فى عدة مجالات حيوية أبرزها الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة والصناعات التحويلية والزراعة أخذاً فى الاعتبار أن مصر تشهد نهضة اقتصادية هامة وتعد واحدة من أكثر الأسواق الواعدة فى منطقة الشرق الأوسط مما يجعلها مقصداً رئيسياً للاستثمارات القطرية، خاصة فى مشروعات البنية التحتية العملاقة والمناطق الصناعية بالإضافة إلى قطاع الطاقة المتجددة الذى يشهد تطوراً سريعاً فى مصر حيث توفر هذه المشاريع بيئة استثمارية متميزة. كما تعد قطر شريكاً استثمارياً محورياً فى مصر حيث تساهم فى العديد من المشاريع الكبرى التى تساهم فى خلق فرص عمل وتحقيق التنمية المستدامة. وشكلت وتيرة تبادل الزيارات بين البلدين منذ 2022 حافزاً لتشجيع التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين مصر وقطر، وجاء انعقاد المنتدى الاقتصادى الاستثمارى القطرى فى نوفمبر 2023 بالقاهرة بمشاركة وزير التجارة والصناعة القطرى ونخبة من رجال الأعمال القطريين ممثلين لقطاعات استثمارية عدة شملت القطاع العقارى والسياحى والزراعى والتجارى، بالإضافة إلى وتيرة تبادل الزيارات خلال عام 2024 تتويجاً للتطور الذى تشهده العلاقات الثنائية وإشارة هامة للتقارب فى المجال الاقتصادى وحافزاً لتشجيع الاستثمارات القطرية على التوجه نحو مصر والتعريف بالفرص المتاحة والحوافز الاستثمارية والضمانات المقدمة للمستثمرين الأجانب. كما يُعد التعاون الثقافى أحد أبرز مجالات القوة الناعمة وركيزة مهمة فى دعم وتطوير العلاقات بين شعبى البلدين بما يتجاوز الأبعاد السياسية والاقتصادية، حيث شهد الأسبوع الثقافى المصرى فى الدوحة فى الفترة من 28 إلى 31 يناير 2025 نجاحاً استثنائياً على كافة الأصعدة سواء من حيث الإعداد والتنظيم أو الاقبال الجماهيرى من الجاليات العربية والجمهور القطرى كما شهد مشاركة نخبة من الفنانين والحرفيين المصريين فى فعاليات متنوعة، وحضورًا جماهيريًا كبيرًا وصل إلى حوالى 25 ألف زائر يومياً حسب إحصاءات وزارة الثقافة القطرية وأحدث صدى دبلوماسياً إيجابياً يعكس الزخم فى علاقات البلدين. وتُعد الجالية المصرية المقيمة فى دولة قطر محل تقدير واعتزاز لمصر، حيث إنها تمثل نموذجًا مشرفًا للمواطن المصرى فى الخارج من خلال التزامها وكفاءتها وإسهاماتها الإيجابية فى مختلف مجالات العمل والإنتاج داخل المجتمع القطري، فالجالية المصرية تُعد ركيزة أساسية فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتُسهم بفاعلية فى مد جسور التواصل الثقافى والاجتماعى، فضلًا عن دورها الحيوى فى دعم الاقتصاد الوطنى من خلال تحويلاتها، وتفاعلها الإيجابى مع قضايا الوطن. والقيادة السياسية تضع أبناء مصر فى الخارج على رأس أولوياتها، وتحرص على التواصل الدائم معهم والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، وتذليل أى عقبات قد تواجههم، وذلك فى إطار استراتيجية الدولة لدعم المصريين بالخارج وتعزيز انتمائهم لوطنهم الأم. وتعكس الزيارة الحالية للرئيس السيسى لقطر حرص قيادة البلدين على تعزيز التنسيق والتشاور المستمر لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية لدعم استقرار المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمى خاصة فى ظل الأزمات التى تمر بها المنطقة، فمصر وقطر تشتركان فى العديد من القضايا الهامة التى تتعلق بالاستقرار الإقليمى حيث يسعى الطرفان إلى دعم العمل العربى المشترك وتعزيز التعاون فى مجالات الأمن والتجارة والتنمية المستدامة. وكذلك التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب الذى يعد أحد المحاور الأساسية فى التنسيق الثنائى من خلال تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة فى مجال مكافحة الإرهاب ودعم جهود تحقيق الاستقرار فى مناطق النزاع.