مرحلة صعبة عنوانها الاختبارات المصيرية، هى تلك التى تعيشها اليوم أمتنا العربية، التى آلت إلى حال بائس بفعل الحروب الخارجية المدمرة التى استهدفت أكثر من بلد منها والحروب الأهلية التى تواطأت فيها جماعات الإرهاب المسلح مع قوى خارجية فى تدمير وتخريب بلادها وتقويض جيوشها الوطنية. أزمة حقيقية وأخطار وجودية لاشك تواجه بلداننا العربية التى أعلنت فى أعقاب الحرب العالمية الثانية قبل 70 عامًا وبالتحديد فى مارس من العام 1945 الميثاق التأسيسى لجامعة العرب التى كان هدفها جمع مواقف دولهم وحشد قدراتها لخلق قوة مؤثرة فى مواجهة عالم ما بعد الحرب الكبرى. عكس كل ما نادوا به وتجمعوا حوله من أفكار وحدوية تقدمية كان من شأنها تصنع لهم وجودًا مؤثرًا فى عالم اليوم إن هى أخذت بجدية وبنى عليها كما حال تجمعات أخرى كالاتحاد الأوروبى الذى صارت له اليوم عملة وكيانات سياسية موحدة. نعود إلى موضوعنا وقضيتنا الأهم اليوم كيف يمكننا مواجهة عالم معادٍ ونحن من نعتمد عليه فى كل الأشياء فنحن وأقصد أمتنا بكل بلدانها نكاد لا نتج شيئًا ونعتمد على بلاد الله شرقًا وغربًا حتى فى طعامنا، ناهيك عن تسليح جيوشنا وتعليم أبنائنا واليوم انقلب علينا هذا العالم ويريد أن يقتطع من بلادنا ما يقتطع ويستولى على ثرواتنا ومصادرنا الطبيعية فى ممارسة هى فى حقيقتها نوع من الاستعمار الذى يواجهنا اليوم بسفور وفجور لا يشجعهما إلا حقيقة كوننا ضعفاء وهى الحقيقة التى يعرفها عنا العالم وآن الأوان لنكاشف بها أنفسنا كشعوب وحكومات وأنظمة. البداية لابد وأن تكون ببناء القوة وامتلاك أسبابها وهذه أهداف لا تتحقق إلا من خلال التعليم والتنمية وإطلاق حريات الابتكار والمعرفة والانتقال والحركة بين أقطار الأمة وقبل كل ذلك بامتلاك الإرادة.