عن عمد.. قصفت إسرائيل المستشفى المعمدانى بغزة بالأمس، لتدمر مبنى الاستقبال والطوارئ تدميراً كاملاً، وليخرج المستشفى عن الخدمة لينضم إلى 34 مستشفى كبيراً فى قطاع غزة تم تدميره كما تم تدمير مراكز الإسعاف واستهداف العاملين بها على مدى عام ونصف من حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة. وعن عمد.. اختارت إسرائيل المستشفى المعمدانى هدفاً لصواريخها، لأنه المستشفى الوحيد الباقى فى كل شمال غزة، والذى كان يستطيع تقديم ما يستطيع من خدمات ضرورية لعشرات الألوف من أهالى المنطقة الذين أصبحوا هدفاً مباشراً للهمجية الإسرائيلية فى أحط صورها!! وعن عمد.. اختارت إسرائيل أن تستهدف المستشفى المعمدانى التابع للكنيسة الإنجيلية فى يوم أحد الشعانين، وبداية أسبوع الآلام، لتقول إنها فى عدائها للفلسطينيين والعرب وجرائمها ضد الإنسانية لا تفرق بين مسجد وكنيسة، وأن كراهيتها تمتد لكل ما هو غير صهيونى، وأنها كما تعمدت أن تضاعف مذابحها فى عيد الأضحى لا تنسى أن ترتكب جريمتها الجديدة فى أحد الشعانين وبداية أسبوع الآلام!! الصمت الدولى على جرائم إسرائيل هو ما يشجعها على الاستمرار فيها والدعم الذى تلقته من قوى كبرى هو الذى يمكنها من المضى فى استحضار أحط ما فى النازية لتتفوق عليها. لم تعد تكتفى بقتل النازحين فى الخيام، ولا بإقامة المحارق للأطفال والنساء والمدنيين، إنها تريد قتل الحياة تماماً فى غزة (ثم الضفة) واستكمال الإبادة الجماعية وفرض التطهير العرقى والتهجير القسري، وتتوهم أن هذا زمن الحسم والتوسع وتنفيذ خرائط اسرائيل الكبرى وتلعب بالنار حين تخرج على كل القوانين وتفجر الأوضاع فى كل المنطقة وتفتح الباب أمام صراع دينى هو الأخطر على الإطلاق. بالأمس.. كانت كنائس القدس تستنكر ما حدث فى غزة فى أحد الشعانين، وكان بن غفير يستعد مع المستوطنين لاقتحام ساحات الأقصى المبارك، وكانت حكومة مجرمى الحرب تصدر قرارات جديدة لتطويق القدس بالمستوطنات، وكانت آلة القتل الإسرائيلية تواصل مهمتها المنحطة فى غزة والضفة، وكان مجرمو الحرب الإسرائيليون يواصلون أكاذيبهم لتبرير جرائمهم.. لكنهم لم يعد فى إمكانهم أن يقنعوا أحداً خارج عصابة الإرهاب الحاكمة والداعمين لها، بينما أغلبية الإسرائيليين أنفسهم يدركون حجم الخطر و60٪ منهم يتوقعون وفقاً لآخر استطلاع رأى حرباً أهلية قريبة!! صمت العالم لن يستمر طويلاً، وعربدة إسرائيل ستقودها الى الكارثة، وللقدس العربية وفلسطين الصامدة سلام آت وحرية مستحقة.. ولو كره أعداء الحياة ومجرمو الحرب والهاربون من العدالة إلى المستحيل!!