في مشهد يتكرر كل عام، تحولت أرصفة ومداخل الكنائس إلى اسواق صغيرة مزينة بسعف النخيل واغصان الزيتون، تزامنا مع احتفال الأقباط ب"أحد السعف" أو "أحد الشعانين"، الذي يسبق أسبوع الآلام وهو من أبرز المناسبات في التقويم المسيحي. وتحتفل الكنائس القبطية غدا ب"أحد السعف"، وهو الأحد الأخير قبل عيد القيامة، وسط استعدادات من الكنائس لاستقبال المصليين تزامنا مع بدء أسبوع الآلام حيث تتشح الكنائس بالسواد حزنا علي الالام وصلب السيد المسيح . السعف والنخيل.. رموز النصر والسلام يحمل سعف النخيل في هذا اليوم رمزية الانتصار والفرح، إذ كان يستخدم قديما لتحية الملوك والقادة، ما يجعل حمله في "أحد السعف" تأكيدًا على الإيمان بالسيد المسيح كملك روحي جاء برسالة السلام والخلاص. السعف لا يعد مجرد نبات في هذه المناسبة، بل هو رمز روحي يعكس استقبال السيد المسيح عند دخوله القدس، حين خرج الناس للترحيب به حاملين سعف النخيل. وغدا، يعيد الاقباط إحياء هذه الذكرى من خلال حمل السعف في القداديس، وتزيين الكنائس والمنازل به. السعف ... حرف يدوية ومصدر رزق وبدأ الباعة في عرض اشكال يدويًا من سعف النخيل، حيث تتوعت بين صلبان صغيرة، وقلوب مصنوعة من السعف، والتاجات ، " جحش " رمزا للجحش الذي ركبه السيد المسيح اثناء دخوله اورشليم واستقبال الاهالي له بالسعف والورود . يقول مايكل احد الباعة من امام كنيسة السيدة العذراء بشبرا "منذ ايام ونحن نعمل في تحضير السعف وتشكيله، فهو موسم قصير لكنه مهم جدًا بالنسبة لنا"، مضيفا "نحن ننتظر أحد السعف كل عام، ليس فقط للرزق، بل لانه يحمل طابعا روحانيا، ويجمع الناس حول الكنائس في اجواء ايمانية". ويضيف يوسف احد الباعة ان هناك عدة اشكال نصممها في هذة المناسبة مثل الصلبان والتاج ، وسعف علي هيئة قلوب وايضا " جحش " رمزا للجحش الذي ركبه السيد المسيح اثناء دخوله اوراشليم واستقبال الاهالي له بالسعف والورود. ويستكمل يوسف قائلا " انا بشتغل في السعف من وانا طفل، تعلمت من والدي، ده موسم مهم جدا لينا، بنستناه من السنة للسنة، ومصدر رزق ربنا بيبعته لنا مع البركة". اطفال وكبار يشترون السعف " فرح وسعادة " عبارات يرددها الاقباط صغارا وكبارا عند شرائهم السعف واغصان الزيتون ، حيث شهد اقبالا من الاهالي لشراء التاجات واشكال السعف ، وارتداء الاطفال للخواتم والتاجات والغوايش المصنوعة من السعف، ويؤكد بعض الباعة ان هناك اقبالا علي شراء السعف معبرين عن سعادتهم بحلول احد السعف موكدين انه مصدر رزق لهم كل عام ويحقق لهم دخلا مناسبا. إقرأ أيضا .. رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في حفل تنظيم كنيسة «مدينتي»