إذا كان الموسم الدرامى الرمضانى الماضى، تميز بالمسلسلات القصيرة المكونة من 15 حلقة فقط والتى ابتعدت عن ظاهرة المط والتطويل والتى كانت من العيوب القاتلة للمسلسلات الطويلة طوال السنوات الماضية، وأيضًا تميز هذا الموسم بظهور جيل جديد من الأبطال الشباب الذين أثبتوا وجودهم وجدارتهم بتصدر البطولات الرمضانية، فإن الموسم الدرامى هذا العام تميز بما هو أهم من ذلك وهو أنه كان البداية كسر سطوة النجم الأوحد أو يسمى ب«one man show» والذى كان من خلاله يتم تفصيل الأعمال الدرامية على مقاس هؤلاء النجوم، ناهيك عن التدخلات فى السيناريو والخطوط الدرامية لتأتى كلها لصالح تواجده على الشاشة أطول وقت ممكن، دون مراعاة لقواعد الدراما ومتطلبات الحبكة الدرامية، وكان هذا النجم يتعامل مع العمل الدرامى بمنطق الملكية الخاصة فتجد فى تصريحاته وأحاديثه كلمة «مسلسلى» لها المكانة الأكبر، فكانت النتيجة أعمال درامية ليست لها قيمة يتم نسيانها بمجرد انتهاء عرضها، ولا يتذكر المشاهد منها إلا الإيفهات واللزمات وحكم «التكاتك» التى يرددها بطل العمل. ففى موسم رمضان الماضى حدث تراجع كبير فى أعمال النجم الأوحد، فإذا نظرنا إلى الأعمال الدرامية التى عرضت خلال الشهر الكريم والتى تجاوزت 42 عملًا، نجد الأعمال التى اعتمدت على ظاهرة النجم الأوحد لا يتجاوز عددها الستة أعمال فقط، أغلبها فشلت فشلًا ذريعًا وتعرضت لهجوم شديد سواء من المشاهدين أو رواد مواقع التواصل الاجتماعى. فى الوقت الذى إذا نظرنا للأعمال الدرامية التى حققت نجاحات كبيرة وناقشت قضايا مجتمعية مهمة وتفاعل معها الجمهور بشكل إيجابى، اعتمدت على البطولات الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية، قدم أبطالها من خلالها مباريات فى التمثيل أمتعت المشاهدين وأثّرت فيهم، ومن أبرز أعمال هذه النوعية: مسلسل «لام شمسية» بطولة رباعية ل أمينة خليل وأحمد السعدنى ويسرا اللوزى ومحمد شاهين، «ظلم المصطبة» بطولة الثلاثى فتحى عبد الوهاب وريهام عبد الغفور وإياد نصار «قلبى ومفتاحه» بطولة: «آسر ياسين ومى عز الدين ودياب وأشرف عبد الباقى ومحمود عزب» ،»ولاد الشمس» بطولة أحمد مالك وطه دسوقى ومحمود حميدة «أشغال شاقة جدًا» بطولة هاشم ماجد، مصطفى غريب، أسماء جلال «كامل العدد 3» دينا الشربينى وشريف سلامة، «نص الشعب اسمه محمد» عصام عمر ورانيا يوسف وشيرين، «قهوة المحطة» أحمد غزى ورياض الخولى وبيومى فؤاد وهالة صدقى وانتصار.. وفى النهاية الدراما سواء السينمائية أو التليفزيونية عمل جماعى وليس نجما أوحد.