استمر الحصار الإسرائيلى حول «كبريت» بشدة وإحكام.. وظلت إمدادات الطعام والمياه غيرالعسكرية تصل لأبطالنا البواسل بمغامرات أشبه بالخيال.. فقد كانت قوات العدو تطمع بأن تدفع ويلات الجوع والعطش قواتنا إلى الاستسلام واستخدامها أداة مساومة ووسيلة ضغط علينا. خلال 22 و23 أكتوبر، شنت طائرات العدو «الفانتوم والسكاى هوك» هجمات جوية مركزة، أسقطت قنابل 1000رطل على دشم النقطة القوية بكثافة، وحاولت الدبابات الإسرائيلية اختراق دفاعاتنا الأمامية، فتصدت لها الأسلحة المضادة للدبابات ومقذوفات مالوتكا، وتمكنت من تدمير بعضها على مسافة بعيدة.. وعندما حاولت بعضها اقتحام الموقع تورطت فى حقل الألغام الخارجى الذى أقامته الكتيبة عندما احتلت الموقع، كان العدو يجهل وجوده، فانفجرت له 3 دبابات بالقرب من دفاعاتنا، وأسرع الباقون بالانسحاب.. وعندما حاولت عربة جيب معادية اجتياز خط المواجهة تم إطلاق النار عليها، وتم أسر 3 من ركابها، أحدهم برتبة ضابط، وعندما تم استجوابهم قالوا إنهم ضلوا الطريق!.. ومع تواصل ضرب العدو المروع على الموقع، تسبب فى وقوع حوادث أليمة، فبينما قائد فصيلة الهاون 120 مليمتراً، الملازم الشاب يصلى، سقطت قنبلة زنة ألف رطل على الموقع فدمرته، واستشهد القائد ورجاله الأبطال تحت الأنقاض.. وعندما كان طبيب الوحدة الطبية فى النقطة يسعف الجرحى ويخفف من آلامهم، اخترقت قنبلة سقف الملجأ واستشهد الطبيب والجرحى. . وعندما شعر قائد اللواء أن الدشمة الرئيسية التى كان يقيم فيها ضباط وجنود اللواء أخذت تهتز وتتصدع من القصف، أمر الجميع بسرعة إخلائها، والانتقال إلى الحفر الرملية المنتشرة حول النقطة، وعندما اكتشف أن رئيس فرع الإشارة ترك أجهزته اللاسلكية وبعض جنوده داخل الدشمة، أمره بالعودة وسرعة جلب الأجهزة، وإخراج جنوده، وأصر رئيس العمليات على مرافقته للتأكد من إخلاء الجميع، ولم تمض دقائق قليلة حتى سقطت قنبلة، واستشهد البطلان وهما يؤديان واجبهما حتى الدقيقة الأخيرة. وتم تدميرتعيينات الطعام والمياه الاحتياطية داخل دشمتين، وحولتهما قنابل الطائرات إلى حفر عميقة، ودفن الطعام والمياه تحت الأرض، وأصبح موقع كبريت بعد تدمير عربة اللاسلكى منعزلاً عن العالم الخارجى، وأصيب العقيد شعيب قائد اللواء بشظية فى يده من القنابل العنقودية التى كانت تقذفها الطائرات، فاستخرجها له أحد أبطالنا البواسل بأسنانه.. وللحديث بقية..