شم النسيم| رحلة عبر التاريخ من المصريين القدماء حتى اليوم

يعد شم النسيم من أقدم الأعياد التي احتفل بها المصريون، حيث يمتد تاريخه إلى الحضارة الفرعونية القديمة، يتميز هذا العيد بتقاليد وطقوس خاصة تعكس ارتباط المصريين بالطبيعة وتجدد الحياة.
وترصد «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية تاريخ هذا العيد وتطوره عبر العصور.
اقرأ أيضًا| شم النسيم.. احتفال مصري قديم بقدوم الربيع
الأصول الفرعونية لشم النسيم:
بدأ الاحتفال بشم النسيم في مصر القديمة حوالي عام 2700 قبل الميلاد، خلال أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، كان يعرف العيد باسم "شمو"، ويحتفل به مع بداية فصل الربيع، حيث اعتبره المصريون القدماء رمزًا لبعث الحياة وتجددها، في هذا اليوم، كانوا يخرجون إلى الحدائق والمتنزهات، ويتناولون أطعمة مميزة مثل البيض، الذي يرمز إلى خلق الحياة، والأسماك المملحة كالفسيخ، تعبيرًا عن تقديرهم لنهر النيل ومصدر الحياة.
تطور العيد عبر العصور:
مع مرور الزمن، استمر المصريون في الاحتفال بشم النسيم، وانتقلت تقاليده من جيل إلى جيل، بعد دخول المسيحية إلى مصر، واجه الأقباط تحديًا في الاحتفال بهذا العيد، نظرًا لتزامنه مع فترة الصوم الكبير، لذلك، قرروا تأجيل الاحتفال به إلى اليوم التالي لعيد القيامة، ليتمكنوا من الاستمتاع بمأكولات وطقوسه بعد انتهاء فترة الصيام،ومنذ ذلك الحين، أصبح شم النسيم يُحتفل به يوم الاثنين الذي يلي أحد القيامة مباشرة.
الاحتفال بشم النسيم في العصر الحديث:
اليوم، يعتبر شم النسيم عيدًا قوميًا يحتفل به المصريون من مختلف الأديان والخلفيات. تتضمن الاحتفالات الخروج إلى المتنزهات والحدائق، وتناول أطعمة تقليدية مثل الفسيخ، الرنجة، البيض الملون، والبصل الأخضر،تعَد هذه العادات امتدادًا للطقوس الفرعونية القديمة، مما يعكس استمرارية الثقافة المصرية وارتباطها بجذورها التاريخية.
يظل شم النسيم شاهدًا حيًا على عمق الحضارة المصرية وقدرتها على الحفاظ على تقاليدها عبر العصور،فرغم التغيرات التي شهدتها مصر على مر التاريخ، يبقى هذا العيد رمزًا للتجدد والاحتفاء بالحياة، يجمع المصريين في لحظات من الفرح والتآلف.