هل سيأتى يوم نذكر فيه أن هنا كانت توجد مدينة فلسطينية اسمها غزة يعيش فيها أهلها فى سلام تارة ومشادات عدائية مع إسرائيل تارة أخرى. لا أدرى ماذا بعد المجازر الإسرائيلية وأعداد الشهداء بعشرات الآلاف وحصيلة يومية ضحايا بالمئات وجرحى تجاوزوا مئات الآلاف أيضا، هل ستصبح غزة ذكرى ونعرض صورها من الوثائق التاريخية لأنها صارت خارج المكان والزمان وأن الأمر سيمتد إلى الضفة أيضا. إسرائيل الكبرى بدأت تضع يدها على أراضى الدولة المزعومة فى لبنان وسوريا وفلسطين وما خفى كان أعظم. الهجمات الإسرائيلية ليست إبادة جماعية فقط وإنما مخطط لتنفيذ إسرائيل الكبرى وسط ضعف عالمى رغم رفضه لما يحدث إلا أنه لا يشعر بالآلام الفلسطينية حتى ولو للحظة واحدة متجاهلا أنه ممكن حدوثه فى أى بقعة بالعالم : يحدث هذا وفقًا لنظرية الغاب الأمريكية التى فتحت أبواب جهنم على العالم بالتهديد بالقوة العسكرية وحصار اقتصادى لجميع دول العالم. الصورة العالمية قاتمة ومظلمة وأطماع الإمبريالية فى مقدرات الدول العربية والإسلامية زادت حتى مع بعض الدول فى إفريقيا وآسيا وأوربا. إنها التراجيديا التى عاشها بنى إسرائيل فى زمن فرعون حتى جاء سيدنا موسى إلى فرعون لإخراج بنى إسرائيل من مصر تحت دعوة التوحيد والإيمان بالله الواحد القهار وتخليصهم من العبودية وشاهدوا معجزة العبور وانشقاق البحر وأصبح ممهدًا للسير عليه ثم غرق فرعون إلا أنهم انقلبوا على سيدنا موسى وعبدوا العجل حتى أنزل الله عليهم غضبه وتخلوا عن سيدنا موسى فى كل المواقف حتى كتب عليهم التيه. الآن إسرائيل تريد أن تستعبد أهل فلسطين وتطردهم خارج ارضهم كما إستعبدت بالامس وطردت من جميع الدول وتفرض إرادتها الصهيونية على الأراضى ليست الفلسطينية فقط وإنما كل ما تطوله يداها وتخرج أهلها إما ضحايا أو مشردين أو فى أحسن الحالات ليكونوا عبيدًا لهم فى أرضهم التى تغتصب يوميًا. إننا ننتظر أمر الله أن يخرجهم من أرضنا إلى التيه مرة أخرى من جراء أفعالهم وبتوحيد صفوفنا والإيمان بأن الله وحده القادر على تعذيبهم مرة أخرى بعد عبادة العجل ولتعود الأراضى العربية إلى حدودها الأصلية مع نهاية ومحو اسم إسرائيل من الكون.