دون تنسيق، فاجأ المصريون العالم يوم العيد، حيث اختلطت تكبيرات العيد برفض تهجير الفلسطينيين إلى الأراضى المصرية بلا تردد فاجأ المصريون العالم فى صبيحة عيد الفطر المبارك، بالاجتماع على كلمة سواء، فاختلطت تكبيرات العيد برفض تهجير الفلسطينيين على الأراضى المصرية وتفويض القيادة السياسية بالدفاع عن الوطن وحريته.. كما أطلقوا صيحات التنديد بالاعتداء الغاشم على الشعب الفلسطينى فى ظل الصمت العالمى المخزى. فبالأمس القريب تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن رفض جموع الشعب المصرى لتهجير الفلسطينيين على أراضينا، وأكد أنه إذا دعا المصريين للنزول للشوارع وإعلان التفويض سيكون الشعب ملبياً، ولكن المصريين لم ينتظروا الدعوة وسارعوا إلى نصرة بلادهم والقضية الفلسطينية فى معادلة صعبة أدهشت كل المراقبين والمتابعين لهذه الحشود، التى أبت أن تذق طعم العيد دون طعم الكرامة والعزة، ودون الدفاع عن الأخوة الفلسطينيين، فلم يعد للولايات المتحدةالأمريكية ولا لإسرائيل حجة فى انفصال الشعب عن قيادة بلاده بمزاعم ارتفاع معدلات التضخم والزيادة فى أسعار السلع، وأنها ستكون دعوة للضجر والامتعاض فى الداخل، فمن يقل هذا لا يفهم الشعب المصرى ولا يعرف معدنه الأصيل، منذ متى والحالة الاقتصادية تجعلنا نخون أو نفرط فى تراب الوطن؟!.. قدموا عروضهم السخية بالأموال فى عروض مشبوهة بأن الأرض فى مقابل الديون؟!.. ونسوا أننا تكبدنا هذه الديون لبناء وطننا وإقامة الجمهورية الجديدة، فانكشف المستور وفقاً لتقارير أعدائنا قبل أصدقائنا.. فلم تعد سيناء معزولة أو مهجورة، بل تحقق العمران على أرضها التى عانت التصحر والهجر عقودا طويلة، وكانت الأيادى مرتعشة فى الاقتراب من أعمارها بحجة وجود ما يمنع فى اتفاقية كامب ديفيد.. وكانت ضربة المعلم على مدار العشر سنوات السابقة بإقامة البنية التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها بشبكة انفاق أرعبت الكيان الصهيونى الذى ذهب مغاضباً للولايات المتحدة لحثها على فرض وصايتها على مصر لتفكيك البنية التحتية العسكرية لشبه جزيرة سيناء، لكنها مصر التى بنت لاتهدم، وظن بضيق نظرته وقصر بصيرته أنه يستطيع أن يتحرش بمصر على محور صلاح الدين، وقدم رشاوى للإعلام المعادى لينشر الأوهام والافتراءات عن احتلاله للمعبر بعد مغادرة السلطة الفلسطينية منه، باعثا برسائل الوهم فقط طوال الوقت، حرب نفسية لاتوهم المصريين فمازلنا المنتصرين حتى الآن، كما أننا الشعب غير المعتدى ولن يعتدى ولن يسمح بالتجاوز. خطوات القيادة السياسية محسوبة بدقة متناهية تعلم وتعلن للعالم متى وكيف يكون الفعل والكلام؟!.. فكان العرض العسكرى الذى أذهل العالم، ليس لاستعراض القوة وإنما لنقول نحن هنا، ومن يفكر فى الاعتداء عليه أن يراجع نفسه ألف مرة ومرة، وتمركزنا فى سيناء ولن نبرحها، ولن يهمنا أى تهديد أو تلويح باستخدام القوة ضد مصر أو تفسيرات عبثية لما جاء لملحق اتفاقية كامب ديفيد. وعلى قدر العزة والقوة التى جاء بها العرض العسكرى الذى ناور فيها بالذخيرة الحية، كانت مشاهد المواطنين على الجانبين مصاحبة ملوحة بعلامات النصر والفرح التى التقطتها الكاميرات وخلدتها الصور التى احتشدت بها مواقع التواصل الاجتماعى بخلفية من الأغانى الوطنية التى حفرت فى وجدان الشعب المصرى. هذا الشعب فى رباط ليوم الدين لم يكن خائناً أو خسيساً، وإذا تعرض لانتكاسة فى يوم من الأيام فسرعان ما يلبث أن يلفظها ويلقى بها فى مزبلة التاريخ.. فجيشه من شعبه لاينتمى لأيدولوجية أو عقيدة أو عرق، ولاؤه للوطن، يجتمع تحت راية مصر فقط، ولم يكن من المرتزقة أو فصائل تقاتل بعضها البعض، ولا لجهة على حساب أخرى. الجيش قال كلمته والشعب أيضا يوم العيد دون إعداد أو توجيه، حتى أن مشهد صلاة العيد فى كل ربوع مصر أعادت علينا أجمل الذكريات من كفاح المصريين، فلم يحتشد بهذه الأعداد سوى فى ثورة 30 يونيو المجيدة، وفى تفويضه للرئيس عبدالفتاح السيسى فى 3 يوليو .. شعب مؤمن إيمانه بالفطرة بعقيدة أن من مات دون أرضه فقد نال الشهادة، أسمى المراتب والإخلاص لله. جدد المصريون العهد بزأرة أسد لا تسمح لمعتدٍ أن يقترب، وهو ما أغلق الباب أمام دعاوى الكيان الإسرائيلى بأن رفض مصر للتهجير إنما كان رفضا من الدولة والحكومة، أما الشعب المصرى فهو يوافق لأسباب واهية منها التعاطف؟!.. ومن قال إن العاطفة تسمح للعاقل بفتح أبواب جهنم فتحوله إلى أبله يمنح ما لا يملك لغيره؟!، نتعاطف ونساعد ونبذل قصارى جهدنا فى إعلاء كلمة الحق والمساندة، أما بلادنا فهى حرام على أى قدم تطأها. فدفعت صلابة الموقف المصرى رسميا وشعبيا الولاياتالمتحدة لإيجاد بدائل عن توطين الفلسطينيين فى مصر والأردن، بتسريب أخبار عن موافقة سوريا بالسماح للفلسطينيين بالإقامة على أراضيها.. هذا شأن خاص بسوريا وبقيادتها.. التى سمحت بصفقة متبادلة من رفع العقوبات وتقديم مساعدات مادية مقابل السماح للفلسطينيين بالهجرة لأراضيها، مما جعل الأوساط الدولية تؤكد أن مصر ليست سوريا وليست لبنان وليست اليمن، وأن كل ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات عسكرية واحتلال أجزاء من أراضى هذه الدول بحجة الحفاظ على أمنها، والواقع أنها تتوسع فى مساحة دولتها وسط عجز من هذه البلدان التى طحنتها التنازعات والخلافات واستقرار المتطرفين والمليشيات المسلحة فصارت أشباه دول تعانى التمزق، والذى منح الكيان الصهيونى غروراً بأنه يستطيع أن يفعل ذلك مع مصر.. واهم وحججه واهية، فالجيش الإسرائيلى يقوم بطلعات وغارات عسكرية على مواقع فى هذه البلدان التى فقدت قدرتها العسكرية، أما مصر فقد حباها الله بأقوى جيش فى المنطقة، ومن أقوى 20 جيشا عالمياً. فقد بذلت القيادة السياسية على مدار العشر سنوات الماضية جهودا لتسليح الجيش بأحدث المعدات. وإن كل ما كان يطلق من شائعات حول الموازنات التى تنفق للتسليح كانت محض مؤامرة لإضعاف الجيش، وإحداث الوقيعة بين المصريين وجيشهم، ناهيك عن الأمن والأمان، حيث أصبحت مصر الدولة الوحيدة التى تنعم به، داحضة كل الدعاوى لدجر المصريين من تداعيات ارتفاع الأسعار ، إذا كان هذا الأمر صحيحاً، فتجمعات العيد أكبر دليل على أن أى معاناة أو شكوى اختفت أمام الصالح العام للوطن بالتفاف جموع المصريين حول قيادتهم وجيشهم. المثير للدهشة أن الوكالات العالمية هى من رصدت هذا الأمر ووثقته دون مجال للشك أو التشيكك. وتبقى كلمة.. الأمانة تقتضى أن نلفت الأنظار لأمر هام فى ظل هذه المرحلة الدقيقة من عمر البلاد، فإذا كان الجيش والدولة فى حالة استنفار قصوى، والشعب لديه من الوعى الذى يفوق الوصف، فإنه يجب أن نلتفت إلى أن الإعلام الوطنى عليه أن يتناول هذا الظرف بعين ثاقبة من جميع الجوانب بتسليط الضوء على جهود الدولة ووعى الشعب، والجهود التى تبذلها القيادة السياسية والجيش، بشرح المواقف المصرية الثابتة، وكذلك المعاناة والجهد، والدفع بالمسئولية المجتمعية لهذا المشهد الدقيق الفاصل، بأن لا يسمح لأى قنوات معادية أن تتناول أى أمر يتعلق بالأمن القومى المصرى بالتشويه، ولا يكون دوراً سوى «رد الفعل» فى مواجهة فضائيات جميعها تحمل أجندات سواء توافقت مع الموقف المصرى أواختلفت معه بل يجب أن يكون الاعلام مبادراً وفعالاً، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، لأن بمتابعة بسيطة خلال الأيام الماضية تجد زخماً من الصفحات المعادية وافتقارا للصفحات المصرية، وتواجد لصفحات بشكل أكبر لمواطنين عرب وخاصة من دولة الكويت الذين يدافعون عن الموقف المصرى. فإذا فرض الإعلام الإلكترونى نفسه كوسيلة لاستيفاء المعلومات فيجب علينا أن نمتلك زمام أموره بشكل أفضل حماية للأمن القومى المصرى. نحتاج للتواجد أكثر على منصات التواصل الإلكترونى، ونحن نملك الإمكانيات المادية والمعنوية التى تؤهلنا لقيادة إعلام المرحلة الحرجة التى نمر بها، وليس هناك مانع من التصويب والمراجعة التى تعطى جهود الدولة وقيادتها حقها المستحق.