سلوك أقل ما يوصف به هو الهمجية، وانعدام الوعى وقلة الضمير ٫ طفلة لا حول لها ولا قوة، تستقل القطار مع أسرتها، ومن المفترض أنها فى وسيلة نقل آمنة ومتطورة٫ وفجأة، ينكسر زجاج القطار، وتتطاير شظاياه لتصيب عينيها دون ذنب أو جرم نتيجة لإلقاء شخص ما حجارة على زجاج القطار . مرتكب الجريمة عديم الضمير والإنسانية، لا يدرك حجم الجرم الذى ارتكبه فى حق الطفلة إيمان محمد محمود، البالغة من العمر 13 عامًا٫ هذه الطفلة قد تفقد أغلى ما تملك، وهى حاسة البصر. السؤال هنا: ماذا استفاد منَ يلقى الحجارة على القطارات؟ لقد أنفقت الدولة المصرية مليارات الدولارات لتحسين وتجديد مستوى خدمة السكك الحديدية٫ وفى جميع دول العالم، تسير القطارات بين المدن بشكل طبيعى دون أن يفكر أحد فى إتلافها أو تعريض ركابها للخطر. أين أسرة منَ يلقى الحجارة على القطارات؟ إن الخدمات العامة ملك للشعب، ونحن من تحملنا فاتورة التحديث وسنتحمل فاتورة الإصلاح٫ لذا، من الضرورى فى هذه المرحلة إطلاق حملة قومية متكاملة للتوعية بالحفاظ على الممتلكات العامة، لأنها ملك الجميع٫ يجب أن تشمل حملات التوعية جميع وسائل الإعلام، والمدارس، والنوادي، والجوامع، والكنائس. لكن الأهم من ذلك هو ضرورة تغليظ العقوبة على مرتكبى هذه الجرائم، لأنها ترتقى إلى جريمة الشروع فى القتل. لو أن قطعة الزجاج التى أصابت عين الطفلة، لا قدر الله، أصابت رقبتها، لكانت قد فقدت حياتها٫ إنه سلوك همجى صادر عن شخص لا يعرف للضمير طريقًا، وتسبب فى مأساة لأسرة كان كل ذنبها أنها استقلت القطار. أحد نواب مجلس الشعب اقترح وضع كاميرات فى القطارات، وتعديل نوعيات الزجاج ليكون مضادًا للصدمات٫ المقترح يستحق الدراسة، ولكن الأهم هو تغليظ العقوبة ليُنزل القانون بالمجرم الجزاء المناسب. الدولة، رغم الظروف الصعبة، تحاول جاهدة تحسين مستوى معيشة المواطن، ورفع مستوى الخدمات فى وسائل النقل وغيرها، ليعيش المواطن حياة كريمة٫ لكن سلوكيات البعض تجبرنا على وضعهم فى خانة الخونة، لأنهم لا يقدّرون حجم الجهد المبذول لتغيير الأوضاع إلى الأفضل، نتمنى الشفاء العاجل للطفلة إيمان ، كما نرجو أن تتحمل وزارة النقل أى نفقات مستقبلية لعلاجها٫ ونتمنى أن يتم القبض على المجرم الذى تسبب فى هذه الحادثة، يجب أن نعلم أبناءنا فى الريف أن القطار ملك للجميع، وأن من يستقلونه هم أهلنا، وحقهم علينا أن نحافظ عليهم. دعونا نبدأ حملة التوعية لنمنع السلوكيات الخاطئة... وتحيا مصر