بدأت الجمارك الأميركية في تحصيل رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% في المئة على جميع الورادات من الدول تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب بفرض تعريفة أحادية، في خطوة تمثل رفضا كاملا للنظام التجاري القائم على التعريفات المتبادلة. حذرت المديرة العامة ل، نغوزي أوكونجو إفيالا، من خطر اندلاع حرب تجارية عقب فرض الولاياتالمتحدة رسوما جمركية جديدة. وأعربت عن قلقها البالغ إزاء احتمال تحول الأمر إلى حرب تجارية مع حلقة من الإجراءات الانتقامية التي ستؤدي إلى مزيد من التراجع في التجارة، مشيرة إلى أن الإجراءات التجارية بهذا الحجم قد تؤدي إلى تحويلات كبيرة في التجارة. انخفاض حجم التجارة العالمية وبحسب التقديرات الأولية للمنظمة، فإن الرسوم الأمريكية الجديدة، إلى جانب تلك التي فرضهامنذ بداية العام، قد تؤدي إلى انخفاض حجم التجارة العالمية بنحو واحد بالمئة هذا العام. ولفتت أوكونجو إفيالا إلى أن هذا يمثل مراجعة تنازلية بنحو أربع نقاط مئوية مقارنة بالتوقعات السابقة. وأضافت توجه العديد من أعضاء المنظمة إلينا، ونحن نتعامل بنشاط معهم للإجابة على استفساراتهم حول التأثير المحتمل (للرسوم الأمريكية) على اقتصاداتهم وعلى نظام التجارة العالمي، موضحة أنهم يتابعون ويحللون الإجراءات الأمريكية بدقة. ودعت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية إلى التعامل بمسؤولية مع الضغوط الناشئة لمنع تصاعد التوترات التجارية. اقرأأيضا :الاتحاد الأوروبى يسعى إلى توحيد صفوفه فى أول رد على رسوم ترامب الجمركية رسوم متبادلة على الواردات هذا وأعلن دونالد ترامب فرض رسوم متبادلة على الواردات من دول أخرى، حيث ستكون الحد الأدنى الأساسي للرسوم 10%، لكن سيتم تعديل التعريفة لكل دولة لتكون نصف ما تفرضه على الشركات التي تستورد البضائع الأمريكية. ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها إعلان للاستقلال الاقتصادي للولايات المتحدة، معتبرا أن الرسوم الجديدة ستساعد في استخدام أموال ضخمة لسداد الديون الحكومية. ومن جانبه، حذر وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت الدول الأخرى من فرض إجراءات انتقامية على الرسوم الأمريكية، مؤكدا أن ذلك قد يؤدي فقط إلى تصاعد الاحتكاكات التجارية. في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بأن تؤدي التعريفات الجمركية الجديدة إلى ما أسماه نهضة صناعية أمريكية ووقف استغلال البلاد تجارياً، على حد قوله، رأى محللون اقتصاديون القرارات بمثابة إعلان باشتعال حرب تجارية عالمية شاملة، مما قد ينذر بموجة غلاء تضرب الأسواق العربية تطول السلع والبضائع والمنتجات كافة من الإلكترونيات إلى السيارات. إن أي قرارات تتخذها الإدارة الأميركية، سوف تنعكس بشكل أو بأخر على معظم دول العالم، لا سيما الدول العربية بشكل عام والبترولية بشكل خاص، التي يرتبط اقتصادها بشكل كبير بالاقتصاد الأميركي. ارتفاع أسعار تأثيرات سلبية اقتصادية أنه من المؤكد وجود تأثيرات سلبية اقتصادية لهذه القرارات على معظم الدول العربية، وأهم هذه التأثيرات ارتفاع تكلفة الصادرات، وارتفاع أسعار العديد من المنتجات التي تستوردها الدول العربية، مما يضغط على الميزان التجاري، وقد ينتج عن ذلك منافسة تتحول لصراع وحرب تجارية بين الدول العربية، ولكن يوجد تفاوت في هذه التأثيرات، حيث قد يزداد تأثيرها على الدول البترولية، والتي منها الجزائروالعراق وليبيا والخليجي، لأن حجم صادراتها البترولية للولايات المتحدة الأميركية مرتفع نسبياً، ويقل هذا التأثير في غيرها من الدول، والتي منها مصر والسودان وسوريا ولبنان وغيرها، لأن حجم صادراتها للولايات المتحدة الأميركية منخفض نسبياً. ارتفاع أسعار وجدير بالذكر أن نسبة الرسوم الجمركية التي تم فرضها على الدول العربية، متفاوتة وتتمثل فيملا يلي: سوريا 41%، العراق 39%، الأردن 20%، تونس 28%، الجزائر 30%، وليبيا 31%. أما باقي الدول العربية والتي تتضمن مصر والسودان ولبنان واليمن والسعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين والمغرب وموريتانيا وعُمان وجزر القمر، بلغت نسبة هذه الرسوم 10% تقريباً، ولم تخلُ القائمة الطويلة من الدول العربية، التي كان نصيب معظمها 10 في المئة من الضرائب الجمركية، بما يشمل مصر والسودان ولبنان واليمن والسعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين والمغرب وموريتانيا وعُمان وجزر القمر. وجدير بالذكر أن القرارات الأميركية الأخيرة تأتي في إطار مواجهة ما وصفه ترامب بالخلل التجاري غير العادل، في إشارة إلى حجم الاستيراد والتصدير في التجارة مع الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى مبدأ المعاملة بالمثل في إشارة إلى أن الدول المفروضة عليها تفرض هي الأخرى ضرائب مماثلة على البضائع الأميركية الواردة إليها.