شهدت مكتبة الإسكندرية افتتاح المؤتمر الدولي "ربط علوم التراث بتراث العلوم"، والذي تنظمه المكتبة وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وأوضحت الدكتورة عزة عزت، منسقة المؤتمر، أن مصر ستبدأ أولى خطواتها الرسمية للانضمام إلى مجتمع للبنية التحتية البحثية الأوروبية لعلوم التراث الذي تم تأسيسه الأسبوع الماضي بناءً على موافقة المفوضية الأوروبية بمشاركة 11 دولة مؤسسة. حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بين أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر والبنية التحتية الأوروبية للبحث في علوم التراث. فيما أكد الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية أنه من خلال دمج أساليب البحث المتقدمة والتوثيق الرقمي وتقنيات الحفظ المبتكرة، يُمكننا تعميق فهمنا لتاريخنا وجعل إرث مصر الثقافي في متناول الأجيال القادمة. ودعا إلى أن يكون هذا المؤتمر حافزًا لشراكات هادفة تتجاوز الحدود والتخصصات، وتوحيد رسالة مشتركة لحماية التراث الثقافي والعلمي للإنسانية والاحتفاء به. ومن جانبها أوضحت الدكتورة جينا الفقي؛ رئيسة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن علم التراث علم متعدد التخصصات، يجمع جوانب متعددة من العلوم والتكنولوجيا ومجالات دراسية مختلفة، وأضافت: "لدينا تاريخ وجزء غامض من حياتنا لم يُكشف بعد ونرغب في التنقيب فيه واكتشافه، لذا يتم استخدام أحدث التقنيات للتنقيب في ماضينا واكتشاف ما يجب علينا كشفه". وشددت على أن توقيع مذكرة التفاهم سيُبرز إنجازًا جديدًا في تعاوننا الدولي في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، حيث تقدر الأكاديمية التفاعل والتعاون الدولي ومنفتحة على العمل مع الجميع داخل الأكاديمية وخارجها في مصر وخارجها لتوسيع نطاق عملها بما يُمكّن من تحقيق جميع الأهداف الإنسانية. فيما أشار ساشو بودليسنك؛ سفير جمهورية سلوفينيا لدى مصر، إلى علاقة الصداقة الراسخة التي تربط سلوفينيا ومصر وتمتد إلى ما يزيد عن 33 عامًا من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، هذه الشراكة شهدت تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وانعكس ذلك في تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتحديد مجالات جديدة للتعاون الثنائي، وسوف يقوم رئيس الجمعية الوطنية السلوفينية بزيارة رسمية إلى مصر الأسبوع المقبل، مما يُمثل دليلًا آخر على متانة علاقاتنا الثنائية. وأضاف أن علم التراث هو مجال جديد نسبيًا ولكنه سريع التطور، وهو أحد مجالات التعاون الثنائي بين البلدين بدءًا من تبادل الزيارات وإنشاء منصة علوم التراث السلوفينية المصرية، وتنظيم ندوات مشتركة، كما توجهت أول بعثة أثرية سلوفينية إلى مصر من خلال أول دورة أكاديمية في علم الآثار المصرية في سلوفينيا، وقد التزم الباحثون من كلا الجانبين بتبادل المعرفة والخبرة على المدى الطويل. وعبر بودليسنك عن سعادته بحضور فعاليات توقيع مذكرة التفاهم بين الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا والهيئة الأوروبية للبحوث في علوم التراث، متطلعًا لمعرفة المزيد عن نتائج هذا المؤتمر بالغ الأهمية، مختتمًا: "نواصل التزامنا بدعم الأنشطة الثنائية الجارية معتمدين أيضًا على روح التعاون الراسخة من جانب أصدقائنا وشركائنا المصريين، ونحن نتطلع إلى انعقاد الندوة السلوفاكية النيلية الرابعة، والمقرر عقدها في ديسمبر من هذا العام في الأقصر". وأكدت الدكتورة مروة الوكيل رئيس القطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية أهمية دور المؤتمر في تسليط الضوء على الصلة الحيوية بين علم التراث وتراث العلوم إذ يربط دراسة الحفاظ على التراث الثقافي بالتطور التاريخي للفكر العلمي، ومن خلال تعزيز التعاون متعدد التخصصات نجمع علماء الآثار والمؤرخين والعلماء وخبراء التكنولوجيا معًا لتعميق فهمنا للتراث، بمشاركة خبراء من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وباحثين من سلوفينيا وهولندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية ومصر والكاميرون. اقرأ أيضا| مكتبة الإسكندرية تستضيف ورشة عمل لتسويق الأبحاث التطبيقية ولفتت إلى مشاركة العديد من الجهات في عقد هذا المؤتمر مثل قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية والشبكة القومية لمتاحف ومراكز العلوم بجامعة عين شمس بالتعاون مع البنية التحتية الأوروبية لبحوث علوم التراث ، والتحالف الأوروبي لبحوث التراث الثقافي ، والسحابة الرقمية الأوروبية لعلوم التراث بالاتحاد الأوروبي، واللجنة الوطنية السلوفينية للبنية التحتية الأوروبية لعلوم التراث ، والمنصة السلوفينية-المصرية لعلوم التراث ، وجامعة سنجور، وكرسي اليونسكو للعلوم والتكنولوجيا من أجل التراث الثقافي، بجامعة القاهرة.