تحل اليوم الذكرى المؤلمة لوفاة الفنانة الراحلة ناهد شريف، التي فارقت الحياة في 7 أبريل 1981، بعد صراع مع مرض سرطان الثدي عن عمر ناهز 39 عامًا. ورغم قصر حياتها، تركت ناهد شريف بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية والعربية، حيث قدمت العديد من الأعمال التي صنعت لها شهرة واسعة، خاصة في مجال أدوار الإغراء التي ارتبط اسمها بها. البداية الفنية: ولدت ناهد شريف في محافظة بني سويف، وتحديدًا في مركز الواسطي، حيث بدأت مشوارها الفني بعد اكتشافها من قبل المخرج حسين حلمي المهندس، الذي قدمها في عدة أفلام وشاركها في بداية مسيرتها الفنية. في البداية، كان لها أدوار بسيطة حتى جاء فيلم "حبيب حياتي" عام 1958، والذي جمعها مع النجمة صباح والفنان أحمد رمزي. لكن أبرز بداية لها كانت في عام 1961 في فيلم "أنا وبناتي" الذي شاركت فيه مع صلاح ذو الفقار وزكي رستم. شهره واسعة وظهور أدوار الإغراء: أصبحت ناهد شريف من أشهر نجمات السينما المصرية في فترة السبعينيات، حيث قدمت نحو 60 فيلمًا، بما في ذلك عدد من أدوار الإغراء التي جعلتها محط أنظار الجمهور والنقاد. من بين أبرز هذه الأعمال كان فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم" الذي تم تصويره في الكويت وشاركت فيه مع عزت العلايلي ومحسن سرحان. ورغم أن هذه الأدوار كانت هي الأكثر شهرة لها، إلا أن ناهد شريف لم تكن راضية عنها دائمًا، بل كانت تؤديها بمرارة وتحت ضغوط من المخرجين والمنتجين. اقرأ ايضا|آخرهم أميرة أديب وهنا الزاهد.. نجوم تعرضوا للتنمر أدوار الإغراء والإصرار على الاستمرار: وفي إحدى الحوارات الصحفية التي أجرتها مع جريدة "أخبار اليوم"، كشف المصور السينمائي وحيد فريد عن تفاصيل لقاءاته مع ناهد شريف، وأشار إلى أن الفنانة الراحلة لم تكن ترغب في تقديم أدوار الإغراء، بل كانت ترى نفسها ممثلة درامية بالدرجة الأولى. وقالت في أحد اللقاءات: "لو رفضت أدوار الإغراء التي تُعرض عليّ، سأظل جالسة في بيتي. لكنني بحاجة للعمل لكي أعيش!"، وهو ما يعكس صراعها الداخلي بين رغبتها في تقديم أدوار أكثر عمقًا وبين ضغوط الصناعة الفنية التي كانت تطلب منها تلك الأدوار. الوفاة والميراث الفني: على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها بسبب تلك الأدوار، إلا أن ناهد شريف أثبتت أنها ممثلة موهوبة وتستحق التقدير في العديد من الأعمال التي قدمتها. ورغم أن حياتها الفنية كانت قصيرة، إلا أن لها تأثيرًا كبيرًا في السينما المصرية والعربية. رحلت ناهد شريف عن عالمنا في عام 1981، ولكن أعمالها الفنية لا تزال حاضرة في أذهان محبي السينما العربية. اليوم، نذكرها بكل تقدير واعتزاز على ما قدمته من إرث فني مميز.