أفادت تقارير، أن ألمانيا تستعد لتجهيز قواتها المسلحة بذخائر مُتسكعة لأول مرة، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. والذخائر المتسكعة "loitering munition"، هي نوع من الأسلحة الجوية المزودة برأس حربي مدمج، تُصمم عادةً للتجول حول المنطقة المستهدفة، حتى تعثر على هدفها ثم تهاجمه بالاصطدام به، أو قد تكون طائرات مُسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، تحلق فوق منطقة مُستهدفة قبل أن تُدمّر نفسها ، أو تنفجر عند الاصطدام. وتتيح الذخائر المتسكعة، رد فعل سريع ضد الأهداف المخفية التي تظهر لفترات قصيرة دون الحاجة إلى وضع منصات عالية القيمة بالقرب من منطقة الهدف، كما تسمح باختيار الأهداف بدقة أكبر حيث يمكن تعديل الهجوم أو إلغاؤه أثناء الطيران. وصرح مصدران بوزارة الدفاع الألمانية لرويترز، بأنه سيتم الانتهاء من العقود مع شركتين للدفعة الأولى من الطائرات المُسيرة المُتفجرة في الأيام المقبلة، على الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل محددة. هذا وستخضع هذه الطائرات المُسيرة للاختبار من قِبل الجيش الألماني والبحرية والقوات الجوية في الأشهر التالية. وأشارت المصادر أيضًا، إلى أن برلين تُخطط لتوقيع عقود طويلة الأجل بحلول نهاية العام لمخزون أكبر من الطائرات المُسيرة الانتحارية. اقرأ أيضا| النرويج والدنمارك تعززان قوتهما العسكرية بانضمامهما لشراء أنظمة «سينوب» البصرية وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد، لم تُدمج ألمانيا بعد ذخائر المُتسكعة بشكل كامل في جيشها، ويرجع ذلك على الأرجح إلى موقفها الدفاعي المُحافظ والمخاوف الأخلاقية المُحيطة باستخدام المنصات الفتاكة المُستقلة. الدروس المستفادة من أوكرانيا وأثبتت الذخائر المتسكعة أهميتها الحيوية في الحرب الروسية الأوكرانية المُستمرة، حيث تُمكّن كلا الجانبين من ضرب أهداف عالية القيمة بدقة وتعطيل عمليات العدو. وقال أحد المصادر: "إن استخدام الطائرات المُسيّرة والدفاع ضدها أمرٌ بالغ الأهمية لبقاء قواتنا في ساحة المعركة الحديثة. هذا ما تعلمناه في أوكرانيا". وأكد المصدر أيضًا على ضرورة تدريب كل جندي ألماني على تشغيل الطائرات المُسيّرة، نظرًا للتطور السريع في مشهد الحرب الحديثة. وتُشير التقارير إلى أن العقود الأولية للذخائر المُتسكعة ستُركّز على عدد محدود للتدريب، مع توقع طلبات أكبر في وقت قريب.